رقم مائة وأربعة عشر/2024
الاخوة كارامازوف الجزء The Brothers Karamazov part 1-4
فيدور دوستوفسكي Fyodor Dostoevsky
تطبيق ابجد
دوستويفسكي أمضي قرابة عامين كتابه الاخوة كارامازوف، والتي نشرت في فصول في مجلة «الرسول الروسي» وانجز في تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1880. دوستويفسكي ينوي ان يكون الجزء الأول في ملحمة بعنوان قصة حياة رجل عظيم من الإثم، ولكن ما لبث ان فارق الحياة بعد اقل من اربعة أشهر من نشر الإخوة كارامازوف. في أواخر الشهر الأول من العام 1881، أي بعد أسابيع قليلة من نشر آخر فصول الرواية في مجلة «الرسول الروسي».
عالجت الأخوة كارامازوف كثيراً من القضايا التي تتعلق بالبشر، كالروابط العائلية وتربية الأطفال والعلاقة بين الدولة والكنيسة وفوق كل ذلك مسؤولية كل شخص تجاه الآخرين
""الالم أنواع: فهناك آلام تخفض قيمتنا أو تنقص قدرنا، كالجوع مثلا؛ فالناس تحب أن تصدقنا في ما يتعلق بهذا النوع من الآلام، ليجعلوا من أنفسهم محسنين إلينا بعد ذلك. أما إذا كان الألم أرفع من هذا درجة أو درجتين، إذا كان ألما نحتمله في النضال من اجل فكرة مثلا، فإن الناس يرفضون أن يصدقوه، باستثناء قلة قليلة. وهم لا يصدقونه لأنهم حين نظروا إلى صاحبه رأوا أن رأسه ليس ذلك الرأس الذي لابد أن يكون في نظرهم رأس من يتألم في سبيل قضية رفيعة تلك الرفعة كلها. وهم عندئذ يأبون أن يتعاطفوا معه أي تعاطف؛ دون أن يكون في موقفهم هذا شيء من روح الشر على كل حال""
كتب أحد قراء الرواية:
في "الأخوة كارامازوف، يقول دوستويفسكي:
"إن الإنسان الواقعيّ إذا لم يكن مؤمناً يستطيع دائماً أن يجد في نفسه القوة والقدرة على إنكار معجزة من المعجزات، فإن أكدت هذه المعجزة نفسها بحادثةٍ لا سبيل إلى جحودها، آثر أن يشكّ في صدق حواسه على أن يسلّم للواقع!"
حين مررت بهذا الاقتباس في الرواية تذكرت قول الله تعالى: ﴿وَلَو فَتَحنا عَلَيهِم بابًا مِنَ السَّماءِ فَظَلّوا فيهِ يَعرُجونَلَقالوا إِنَّما سُكِّرَت أَبصٰرُنا بَل نَحنُ قَومٌ مَسحورونَ﴾ [الحجر: 14 - 15]
"الإخوة كارامازوف"، رواية فلسفية عميقة ومعقدة، تعتبر من أروع ما كتب دوستويفسكي، تتناول الرواية الصراعات الأخلاقية والروحية والنفسية لأفراد عائلة كارامازوف، وتطرح أسئلة حول الإيمان، الحرية، والإرادة الإنسانية
.
الشخصيات:
1. فيودور كارامازوف: الأب الأناني والمستهتر، يعيش حياة اللهو والمجون.
2. ديمتري: الابن الأكبر، شخصية متهورة وعاطفية، يعاني من صراعات داخلية بين الحب والغيرة.
3. إيفان: الابن الوسطى، مفكر وملحد، يتسم بالتشكيك والتحليل الفلسفي.
4. أليوشا: الابن الأصغر، الطاهر والمتدين، يمثل البراءة والإيمان الصافي.
تدور أحداث الرواية حول عائلة كارامازوف، وتتركز بشكل خاص على العلاقة المعقدة بين الأب وأبنائه. تتضمن الأحداث: القتل والم
الأسئلة التي تطرحها الرواية
تطرح الرواية أسئلة حول الخير والشر ووجود الله واحقية الانسان بحياة كريمة
ملخص الأربع أجزاء
الصراع بين الخير والشر كأننا نعود الى قصة هابيل وقابيل عندما قتل الأخ اخاه من اجل شيء تافه وها نحن نرى ابن يقتل اباه هنا من اجل فتاة أيضا كل الأبناء متهمون ظلما والقاتل موجود.
تبدأ الرواية بتجمع الأبناء حول والدهم فيودور، حيث يتصاعد الصراع حول الميراث والعلاقات العاطفية. يتميز كل شقيق بنظرته الخاصة للحياة، مما يؤدي إلى توترات وصراعات داخل الأسرة. يتم فيودور، ويُتهم ديمتري ظلمًا بالجريمة، بينما الق اتل الحقيقي هو سميردياكوف، الذي ينتحر لاحقًا كما سنكتشف من خلال الاحداث
الإنسانية."
مال، الأسرة، الإرث، المرأة، الدين.. هي لفز الرواية” لذلك اعتبر سيغموند فرويد رواية الاخوة كارامازوف أعظم رواية كتبت على الإطلاق، وجعلها منطلقا مهما لتحليلاته النفسية.
حيث اهتم فرويد دوستويفسكي وبروايته “الإخوة كارامازوف” من خلال بحث عنونه دوستويفسكي وقتل الأب” بدأ كتابته سنة 1926 ولم ينته منه إلا سنة 1928 بعد تردد طويل. هو نص يعالج موضوعات قتل الأب، عقدة أوديب، والإحساس بالذنب.. ربط فيه فرويد فكرة قتل الأب بفكرة التماثل معه؛ فالكره الذي يجعل الابن يرغب في قتل أبيه يرتبط عموما بإعجاب خفي تجاه هذا الأخير. إن الطفل يريد أن يأخذ مكان أبيه ليس فقط لأنه يكرهه ويريد إبعاده وإنما كذلك لأنه معجب به وبمكانته ويريد أن يأخذها. ويرى فرويد أن ما يجعل الابن يتراجع عن فكرة القتل هو الخوف من العقاب المتمثل في الإخصاء، وأن التراجع عن هذه الفكرة يولد إحساسا بالذنب لدى الطفل.
أسقط فرويد هذه المفاهيم والأفكار على الكاتب فخلص إلى أن دوستويفسكي يملك شخصية إجرامية بامتياز، ذلك أنه اختار لروايته شخصيات عنيفة، مجرمة، هدّامة وأنانية (دمتري، سمردياكوف، إيفان)، وعزز رأيه هذا بوقائع مرتبطة بسيرة دوستويفسكي: الإدمان على القمار والاعتداء الجنسي الذي اتهم بارتكابه.
لم ينفذ دوستويفسكي مشروع قتل الأب شخصيا بل أوكله إلى شخصيات روايته. تفنن الكاتب في الجريمة، فهو لم يسند مهمة تنفيذها إلى المتهم الرئيسي في الرواية فحسب بل جعل كل أبناء الضحية – باستثناء ألكسي كارامازوف – يشاركون فيها، فالشهواني اللاهث وراء نزواته، والملحد الساخر، والمجرم المصاب بالصرع مذنبون بنفس القدر ما دام أنهم جميعهم قد تمنوا حدوثها وتقبلوها بعد وقوعها.
دوستويفسكي.. صانع التعايش بين الأصوات المتعارضة.
نتعرف في رواية “الإخوة كارامازوف” على شخصية إيفان كارامازوف، شاب في الثالثة والعشرين من عمره، متعلم، يكره والده والعيش في بيته، يرغب في الهروب من أسرته ومشاكلها. روحيا؛ يشك كثيرا في وجود خالق للكون وبذلك يعتقد أن الإنسان هو من خلق الشيطان على صورته هو. له مشكلات عقدية وفكرية يسعى دائما إلى حلها. كان ينتظر مقتل والده وأبدى تقبلا واضحا لموته.
على النقيض منه شقيقه ألكسي، راهب صغير، يرتدي ثوبا أسود طويلا، يعيش في الدير، يحب والده رغم مساوئه، يأتي لزيارته كلما طلب منه ذلك. يؤمن إيمانا عميقا بوجود الله والملائكة والشياطين، يعتقد أن الله هو خالق هذين الأخيرين، يحب أحد شيوخ الدير ويؤمن بالخوارق والمعجزات، يظن أن شيخه يمكن أن يشفي الفلاحين وأبناءهم من الأمراض. لا يعيش أية أزمة عقدية؛ فبمجرد إيمانه حلت جميع مشاكل روحه.
نجد أنفسنا هنا أمام شخصيتين متعارضتين، لكن ما يثير الانتباه هو قدرة الكاتب على مزج أصوات هذه الشخصيات المتعارضة داخل بناء فني واحد، هو لا ينحاز إلى صوت معين بل يترك كل صوت يعبر إلى أقصى الحدود عن آرائه ونظرته إلى محيطه وحياته. هذه الخاصية في إبداع دوستويفسكي هي ما أسماه ميخائيل بأختين بالنمط “المتعدد الأصوات”. نمط جعله يعتبر الكاتب أحد أهم الروائيين المجددين في ميدان الشكل الفن
تصف الرواية دمتري كارامازوف بالمبذر الكبير حينما يقع المال بين يديه، وهي صفة تنطبق على دوستويفسكي الذي خسر في مرحلة من حياته كل ماله بسبب إدمانه على المراهنات والقمار. لقد غذى الكاتب فنه من تجربته.
ينتمي دوستويفسكي إلى أسرة غنية؛ فوالده يملك ضمن ممتلكاته قرية بأكملها، وحين نقرأ الرواية نكتشف أن والد دمتري هو الآخر رجل ثري يملك قرية بأكملها.
حُكم على دمتري بالسجن مع الأعمال الشاقة في سيبيريا بسبب تهمة قتل الأب، وهو نفس المصير الذي لقيه دوستويفسكي بسبب آرائه وانتماءاته السياسية.
إذا كان دمتري يِؤمن بأن “الجمال لا وجود له إلا في الخطيئة والضياع” لذلك يعيش تيهه ويرتكب خطاياه غير نادم على كثير منها، فإن دوستويفسكي قد استطاع أن يستغل الخطيئة والضياع كتيمة لإبداع تحفة أدبية متميزة فهي اذن الصراع الكبير بين الخير والشر قابيل وهابيل مجددا..
يطرح ويعالج “دوستويفسكي" العديد من التساؤلات والصراعات والاضطرابات بين الخير والشر، عبر شخصيات روايته وما تحمله من كلتي الهوتين وكلتي الحقيقتين، وقمم السمو البشري ومهاوي الانحطاط. ثم يترك لك الخيار! أيهما ستختار إذن! هذا أو ذاك؟ وليكن قلبك الحر معينك في الاختيار. وهو بذلك لا يعتمد على الأحداث بقدر اعتماده على الحوار الداخلي الذى يدور بين الشخص وذاته، بين ضميره وشيطانه، خيره وشره.
حوار داخلي حول تساؤلات أبدية: هل الله موجود أم غير موجود؟ ما عسى أن يحدث إذا لم يوجد الله؟ كيف يهتدي الإنسان في ظلمات البر والبحر؟ لماذا يوجد الألم؟ ويجيب "دوستويفسكي": لنفرض أن الدين فكرة من صنع خيال الإنسان. إذا لـم يـوجـد الله كان الإنسان هو سيد الأرض، ورئيس الـكـون! عظيم! ولكن كيف يكون هذا الإنسان فاضلًا بدون الله؟ ذلك هو السؤال، من الذي سيحبه الإنسان إذا لم يوجد الله؟ قل لي: إلى من سيندفع الإنسان بشكران روحه، ولمن سيغني أنشودة فرح؟" لو كان كل ما على الأرض معقولًا، لما حدث على الأرض شيءٍ البتة."
يرى "دوستويفسكي" أن الخير والشر، والسعادة والألم متلازمين بشكل دائم لا انفصال لهما في الحياة. "ما عسى تصير إليه الفرحة بالحياة في هذا العالم إذا لم يوجد الألم؟ لن يكون هنالك عندئذ إلا نشيد متصل ولطف لا ينتهي. وذلك شيء نبيل جدًا، لكنه باعث على أشدّ الملل وأعمق السأم."
"إننى لا أعرف الحل لمشكلة الشر، ولكنني أعرف الحب."