حكايات عزيزة > مراجعات رواية حكايات عزيزة > مراجعة Hager Hegazy

حكايات عزيزة - منير عتيبة
تحميل الكتاب

حكايات عزيزة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

رواية ضبابية شبحية تماما كحلم عزيزة... تذكرني بمشهد البداية في مسلسل حديث الصباح والمساء حيث الضباب يعم المكان وعزيزة تتجول ذاهلة تشاهد حكايات ماضيها الذي عاشته و ما خفي عليها منه...

ماذا لو رجعنا الطريق الذي مشيناه في عمرنا بالعكس... ورأينا حياتنا ونحن خارج نطاقها الادراكي...وعرفنا ما خفي عنا منه... هل سيغير ذلك شيء من حبنا او كرهنا لاحدهم؟... هل يمحو المرض والموت اساءات البشر؟ هل نحن قادرون على العفو عن اخطاء الاخرين؟ ... وهل نحن ايضا اهل للعفو عن اخطائنا... رأت عزيزة شريط الحياة امامها طلبت السماح ممن اخطأت في حقهم... حتى ان لم تسامح هي...

الحكاية سيرة عائلة مصريه... ثلاث اخوة بثلاث بيوت... ثلاث اغصان لشجرة... تفرعت الاغصان الثلاثة لغصينات ثم لفروع وكبرت العائلة وتداخلت الغصون والفروع...عجيب امر بني البشر....علاقاتهم اعقد من ان تفهم.. يبدا الامر بأب وام ينجبون اطفالا يلعبون ويعيشون لسنوات تحت سقف واحد.. ثم يكبرون ويتزوجون وياتون بافراد جديدة الى العائلة قد يمتزجون وقد يتنافرون.. ثم ينجبون ويكثر الاطفال.. ويشيخ الوالدان ربما نكون سند لهم وربما نهملهم.. ربما نسامحهم وربما نكرههم... ربما يتفرق الاخوة ويكرهون وربما يظلون على عهد لعبهم الاول حتى لو لم يظلو تحت سقف واحد... وما بين ولادة و فقد.. وما بين حب وكره تتكرر كل الحكايات في كل العائلات.. ويبقى البشر هم البشر بتناقداتهم وتعقيدات نفوسهم تماما كتعقيدات الغصون حين تتفرع... تماما كحكايات عزيزة المتفرعة المتشابكة...

عزيزة الام المصرية الريفية الاصيلة.. التي كانت سندا للجميع حتى لمن كرهتهم.. تتنقل عزيزة بين البيوت تصادق الجدران.. تحدثها او تهابها... تخبئ بها ضحكاتها ودموعها... آمالها وآلامها...

بث الكاتب روحا للجدران ولكل الكائنات ونزعها من بعض البشر.. في مزيج رائع لأنسنة الأشياء ولتحجر الانسان... بكت الجدران واحتضنت ودافعت وضحكت وطردت... خبأ الطشت الذكريات قبل ان ينصهر... بكت الحنفية حتى انكسرت... كل الاشياء نابضة.. كل الاشياء حية...

تحدثت الرواية في اربعة فصول جاءت عناوينها معبرة جدا.. عن حكايات البيوت.. حكايات الحب.. حكايات الكائنات.. وحكايات المرض والموت... لتكون المحصلة حياة عزيزة المليئة بكل ذلك كسنة حياة كل الناس... وحين رأتها بالعكس حلما في لحظات اندهشت من سرعة ما حدث كيف حدث... هل كانت تستحق هذه اللحظات كل هذا العناء... الكاتب صنع من حياة عادية لعائلة عادية رواية غير عادية...صنع جمالا من خامات شائعة ومتكررة...

برغم قصر الرواية الا انها امتلأت بالشخصيات التي ربما تهت بينها قليلا.. ولكن أ ليست هذه الحياة حين نرقبها بالعكس قبل الموت او حين نرقبها من اعلى خارج نطاق الحواس بعد الموت... قصيرة جدا ولكن مليئة جدا بالاشخاص وبالاشياء...

الانتقال بين الاحداث جاء بدون فواصل على شكل ومضات كانت مربكة جدا خصوصا مع تتابع ظهور شخصيات جديدة دائما... ولكن هذا ايضا جاء مناسبا لاجواء الحلم الذي تدور فيه الاحداث... وبقليل من التركيز وامكانية الرجوع للاسماء تمكنت من تدارك هذا الارباك...

اللغة فصحى سهلة... والحوار بسيط وقليل بالنسبة الى الاحداث..

الغلاف جاء فارغا.. بتموجات من اللون الازرق السماوي.. ربما كفراغ حكايات عزيزة حين انتهت منها الى فضاء ارحب بلا حكايات... وربما بزرقة سماء هي الثابت الوحيد في الحكاية ترقب من اعلى كل شيء و تشهد على كل الجدران وكل الاشخاص وكل الاحداث... على كل خطايا البشر التي ابتلعتها الجدران وخبأتها بين الذكريات...

رواية على خلفية اغنية حديث الصباح والمساء..

مين فينا جاى مرساها مين رايح؟

لحظة ميلاد الفرح كان فى حبيب رايح

يابو الروايح يا نرجس .. ما تجس وتر القدر

تلقى حكايات البشر فيها عبير العبر

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق