حكايات عزيزة > مراجعات رواية حكايات عزيزة > مراجعة دينا ممدوح

حكايات عزيزة - منير عتيبة
تحميل الكتاب

حكايات عزيزة

تأليف (تأليف) 3.8
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

هل سمعت سابقًا عن رواية أجيال مكثفة؟ تنتهي منها في جلسة واحدة؟ تستطيع أن تأخذك لعالم كبير وضخم في بضع صفحات بكل سلاسة؟ قد يبدو الأمر متناقض تمامًا كيف حصر رواية أجيال في بضع صفحات فقط؟ ولكن فعلها الكاتب منير عتيبة في حكايات على لسان عزيزة.

بالنسبة لي كانت حكايات عزيزة قصة جيلين وحتى ثلاث، ولكنها في الأساس كانت تتبع مسار أسرة على مر سنوات وبيوت وجدران وحكايات، فشعرت وكأنني سافرت معهم إلى زمنهم.

أمام مدخل الرواية والذي يكون مفتاحه اسمها نجد أنفسنا أمام كشف تام أنك ستدخل إلى عالم الحكايات من خلال اسم (حكايات عزيزة) تدير المفتاح وتدخل، فتعرف أنك عدت مرة أخرى إلى عالم الحكايات في زمنًا آخر لا يشبه زمننا الآن، زمن كانت فيه العائلة هي الأهم، جدران المنازل تحتضن ساكنيها بكل محبة وتمنحهم قوة وامتنان وصبر.

تبدأ الرواية في مشهد مفاجئ فلا تعلم متى بدأت الأحداث، ولكنك ترى الحركة تحدث في الحجرة أمامك ولا تفهم من هؤلاء، ربما استمر معي الأمر لعدة صفحات تالية فعدت لقراءتها مرة ثاني، ولكنني فهمت أن هذا هو اسلوب الرواية التي بين يدي، وطريقة الكاتب في خطفي من زمني الحالي ليعود بي إلى زمن عزيزة وحكايتها وعيد وابنائهم.

تتساءل من الأصل من عزيزة وعلياء وهدى وما الذي جمع كل هؤلاء الآن، وأين عيد والأبناء والأحفاد، حتى تبدأ في الصفحات التالية لذلك تتعرف على كل هؤلاء وعالمهم كيف بدأ.

مرة أخرى إذا كنت ستبدأ في توقع كيفية سير الحكايات، لا ستخطأ بكل تأكيد، لأن الكاتب كان غير متوقع في كيفية سرده للحكايات وتتابعها الزمني، ولكنه كان يفكر في هدف واحد فقط، أن يجعلك تعيش هذه الحياة التي كانت يومًا ما، أن تحب أبطالها وتكره البعض على الهامش، أن تتعرف على مدى الترابط بينهم أن تعرف حكايات البيوت وحكايات الحب والرغبة وحكايات الكائنات وحكايات المرض والموت، هذه هي عناوين الفصول في الرواية وكأن الكاتب أراد أن يقسم تلك الحياة التي عاشها الأبطال إلى حكايات منفردة بذاتها ولكن يربط بينهم الخط الأساسي وهم الأشخاص أنفسهم.

في كل حكاية كنت تكتشف شخصية جديدة وتتعرف عليها أكثر، ولكن الرابط الأساسي المستمر في كل حكاية كانت عزيزة وعيد وبيوتهم التي تنقلوا فيها والتي كان لكل منهم حكاية منفردة بذاتها.

نحن أمام رواية اتبعت نهج التكثيف بصورة مبهرة، استطاع الكاتب أن يحكي سنوات طوال في 111 صفحة فقط، استطاع أن يجعلني أشعر بكل المواقف والحكايات والحب وكل هذه الحياة بصوتها الواضح والصاخب في أذني، ومحبتهم التي اخترقت قلبي.

طوال قراءتي للرواية وأنا أرى أمام عيني مسلسل حديث الصباح والمساء، نفس فكرة الأجيال ونفس فكرة التنقل بين البيوت والحكايات ولكن لم يخل أبدًا بأيً من الشخصيات المتواجدين في الرواية ومنح لكل منهم حقه في الحديث، والأهم أنها كُتبت بطريقة مختلفة تمامًا، من الروايات التي سأحب للغاية مشاهدتها كمسلسل.

أعتمد الكاتب بشكل أساسي على السرد في الرواية بلغة بسيطة ولكنها عذبة في الوقت نفسه، مع الاعتماد على بعض الألفاظ والأسماء التي تناسب هذا العصر، مما جعل هناك توافق ما بين الحدث والحديث، بالإضافة إلى اختياره أدخال الحوار احيانًا في مواضع بعينها والتي رأيتها موفقة للغاية.

ليست المرة الأولى التي اقرأ فيها للكاتب منير عتيبة، ولكنني شعرت وكأنها المرة الأولى لمدى اختلافه هذه المرة في طريقة كتابة الرواية وعرضها، من الروايات التي أرشحها بقوة بكل تأكيد حيث سيكون من الصعب ألا تحب عزيزة وعلاقتها بعيد وعلياء وحياتها وهدى وعلي وحسن وحتى جنيدي الذي ظهر في مشاهد صغيرة.

غلاف الرواية هو النقطة السلبية الوحيدة، لأنه جاء غير موفق بالمرة، رواية بهذه العذوبة تحتاج إلى غلاف يعبر عنها، رأيت الكثير من التفاصيل في غلاف لم يتواجد حقًا، رأيت عزيزة والأبناء والمنازل الكثيرة خلفهم وجدرانها تحتويهم ، ورأيت الطشت والكوز النحاسي، كان هناك تفاصيل عديدة يمكن أن تصنع غلاف يليق برواية تستحق بكل تأكيد.

*اقتباسات:

"لا تثق في أحد، خصوصًا في أمور القلب."

"رأي سرب حمام أبيض وأسود طار معه حتى حط فوق سحابة أخذته إلى عالم ملون لم يعده منه."

"عيناها بحران من العسل تشد أمواجهما من يجرؤ على النظر."

"يصبح الوجدان كله لسانًا حساسًا يسيل فوقه عسل حلو؛ ذلك هو الحنين الذي تشعر به "عزيزة" الآن وهي ترى ما سقط من ذاكرة أيامها."

Facebook Twitter Link .
0 يوافقون
اضف تعليق