أغداً ألقاك > مراجعات رواية أغداً ألقاك > مراجعة Murad Azzam

أغداً ألقاك - غادة عثمان
تحميل الكتاب

أغداً ألقاك

تأليف (تأليف) 4.2
تحميل الكتاب
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم


لا يوجد صوره
4

🔴 مراجعة : أغداً ألقاك 

🟠 الكاتبة :  غاده عثمان

🔵 الناشر : إبهار للنشر والتوزيع

🟡 غلاف : محمد علي

🟣 التقييم : ⭐⭐⭐⭐

🟡_ رواية أغداً ألقاك للكاتبة غادة عثمان، الصادرة عن دار إبهار للنشر والتوزيع ، معرض 2024 ، رأيتها عملاً أدبياً ممتازاً ، يجسد ببراعة طيفاً واسعاً من المشاعر الإنسانية، ويطرق المكامن الروحية ، ممزوجة بتاريخ مثقل بظلال الفراق والحنين.

🟠_ الرواية تستعرض رحلة الدكتور إبراهيم، رجل عاش حياته بين ضباب لندن، بعيداً عن وطنه وأسرته، لكنه يجد نفسه فجأة مدفوعاً برغبة ملحة للعودة إلى أرضٍ لم يعش فيها يوماً، بعد أن بلغه نبأ مرضه الخطير، لنعلم أن قرار العودة ليس فقط بحثاً عن جذور عائلته المتلاشية، بل هو رحلة لملامسة أعماق ذاته ولإعادة بناء ماضيه الضائع.

🔴_ إبراهيم، بطبيعته الحزينة، يواجه سؤال الحياة الأهم: هل يمكن للفراق أن يظل ندبة لا تلتئم؟ في رحلته، يتقاطع مع ليليان داود..ـ مش مذيعة أون ـ 😂، بل اليهودية المصرية التي اختارت البقاء رغم تهجير عائلتها من مصر، وواجهت عزلة طاحنة نتيجة خيارات لم تملك التحكم فيها، فكانت شاهدةً على تاريخ يمزق ما بين الأوطان والأفراد، ومجسدةً لأثر القرارات القسرية على مصائر الناس.

🔵 _ يتعرف إبراهيم، أيضاً، على والده الراحل عمر، الرجل الذي نغصت قراراته الحياتية عليه، فترك إرثاً معقداً مليئاً بالأسئلة المحيرة التي ظلت تتناقل على رأسه ، قسوته غير المبرره ،وبعده الجافي ، وحرمانه الواضح من أبوة كان في حاجة إليها هذا اليتيم ، على حد قولهم .

🟣_ الرواية تغوص في أعماق وتفاصيل قضية التهجير القسري ليهود مصر، حيث يمتزج مصير العائلات بالفراق والشتات، لتجعل من ألمهم الخاص مأساة جماعية ، إن غادة عثمان نسجت روايتها بلغة فصيحة، أنيقة، وجعلت من الحوار والنص السردي محركاً ديناميكياً للعواطف، حيث يقترب القارئ من إبراهيم، فيصبح شاهداً على حيرته، ويعيش تفاصيل رحلته بحثاً عن الذات والجذور.

🟡_ يقول إبراهيم: "القلب هو داء كل شيء، بدونه نكون بخير."، هذا الاقتباس يلخص مأساة البطل؛ هو القلب الذي جعل من حياته شقاءً بحثاً عن الحب والانتماء، وأيضاً هو ما دفعه للعودة إلى تلك الأرض التي تحمل جزءاً من ذاكرته المنسية، في الوقت ذاته، تبرز شخصية ليلى كرمز للوطن والألم، فتاة قررت البقاء رغم كل شيء، متحديةً أحكاماً لم ترتكبها، ومتحملة عبء العزلة والغربة داخل وطنها.

🔴_ الرواية تنقل القارئ عبر أزمنة متداخلة، بين ماضي العائلة البعيد وحاضر إبراهيم المضطرب، لنكتشف أن الفراق ليس مجرد حالة عاشتها عائلة إبراهيم، بل هو مصير فُرض عليهم كما فُرض على غيرهم. 

🟤_ بلغة شديدة البلاغة والجمال، تتراقص فيها الكلمات بين فلسفة الحب والفقد والبحث عن الهوية، هذه اللغة تجعل القارئ يشعر أنه يعيش الحدث، يرى القاهرة القديمة، يستشعر برودة الغربة في لندن، ويحس بثقل الماضي على أرواح شخصياتها.

⚫_ تكشف حبكة الرواية عبر سرد أحداث الماضي بمهارة، وتدرجها بذكاء مع رحلة إبراهيم في الحاضر، حتى تصبح الرواية كأنها سفرٌ متنقل بين زمنين؛ الماضي والمستقبل، تجمع بين الموروثات الشخصية والعائلية، وتصوغها بأسلوب شاعري محمل بالتفاصيل الإنسانية، فتفتح أفقاً للتأمل حول الذاكرة، الهوية، وما يعنيه الانتماء لوطن.

⚪_ من اقتباسات الرواية الرنانة:

 "الحب قدر محتوم، والقلب المحب لا يقوى على الكراهية"

"الأبوة ليست كلمة تقال لكل من أنجب، ولكن قليلاً جداً من هو قادر على أن يصبح أباً"

"في حضرة الغياب، الموت لا يوجع الموتى، الموت يوجع الأحياء."

 

_في النهاية:

 أغداً ألقاك هي سرد ممتع ، يشعل في النفس ثورة عاطفية ويغوص بالقارئ في عوالم من الحنين والأسى، وهي كذلك دراما تبحث في عمق الإنسان وما يخفيه من أسرار مرتبطة بالجذور والهوية، بل تجسد ببراعة التوازن بين سرد الأحداث التاريخية والحبكة الدرامية المشوقة، حيث تطرح أسئلة تتعلق بمعنى الانتماء والفراق.

#غاده_عثمان

#فنجان_ومراجعة_أغداً_ألقاك 

#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب

Facebook Twitter Link .
2 يوافقون
اضف تعليق