أول رواية أقرؤها لبدرية البشر و التي كانت ذات سردية جميلة أشبه بالنثر ، تسرُد فيها قصة طفلة و التي اضطرت لتهجر موطن العشيرة بعد غارة أريقت فيها دماء والدتها فاضطر والدها لهجر القبيلة متوكلًا لقرية يعرف أميرها ليربي طفليه؛ عامر و طفلة.
تسرد لنا بدرية ذكريات طفلة البدوية و التي عانت التمنر المُجزع ، الفقد العائلي، الجزع بالأهوال و التي احاطت بها و بعائلتها ، و مرارة الشتات و الوحدة. طفلة الصحراء ، مترفة المشاعر و لكنها قوية الشكيمة و أبدعت بدرية برسم شخصيتها و علاقتها بالمحيط الاجتماعي على اختلاف الأزمنة و الفصول ، فنرى بدرية تسرد لنا أحداث السرايات، و من بعدها اللسعة الباردة مع موت العقارب و من قرية لا تعرف من الطبطبة إلا التداوي بالأعشاب ، نرى الجدري يفتك بالكبير قبل الصغير و بالقريب قبل البعيد، و أحوال البلاد تتغير مع توحيد المملكة و ارساء القوانين على ارجاء شبه الجزيرة العربية و التي تخضع تحت سلطته. ما بين هذا و ذاك ، يسطع نجم الشخصية الجميلة و التي حملت اسم هذه الرواية ، زعفرانة، عبدة لا يُعرف من أين أتت ، و لكنها عبدة لأمير القرية مشهورة بالتداوي بالأعشاب و ذكر الله دومًا و أبدًا. وجود الزعفرانة أزهر طفلة و زانت حياتها مع مرور الأيام.
لا أعلم لم اختارت بدرية البشر جملة ( سر الزعفرانة ) كعنوان فلا يوجد سر للزعفرانة ، فهي لا تُماري السحر او الشعوذة كما انها مُصلية، مُسبحة لله، لا أنكر انها ساهمت بصقل شخصية طفلة و بدونها لكانت الرواية رتيبة مملة و لكنها لم تكن الشخصية المركبة الغريبة فتلك كانت من نصيب "سروق" الجميلة ، ابنة أمير القرية السابق و التي كان لمرورها مُتعة في الرواية.
نهاية الرواية بسيطة و ذلك لأن بدرية أسهبت في تفاصيل حياة طفلة في القرية و التي كانت ممتعة للقارئ مقارنة بحياتها في المدينة و التي كانت متوقعة و قصيرة نوعًا ما ..
أحسنتِ بدرية