مراجعة رواية …
تتناول الكاتبة خولة حمدي حكاية ندى، الفتاة اليهودية التونسية التي تربت في مجتمع يهودي، وتعيش حياتها مندمجة مع هذه الهوية حتى تلتقي بأحمد، الشاب المسلم الم*قاوم من جنوب لبنان.
الرواية تتسم بسلاسة السرد وقوة الفكرة، إذ تطرح قضايا الهوية والدين والانتماء، متوغلة في تعقيدات العلاقات الإنسانية التي تتجاوز الحدود الثقافية والدينية. تركّز القصة على تحولات ندى العاطفية والفكرية، والتي تبدأ بطرح تساؤلات عميقة عن الإيمان والبحث عن الذات في ظل تجارب حياتية مؤلمة.
💠الرواية من منظور ندى
طوال الرواية، ندى تواجه تحديات عاطفية وفكرية كبيرة، حيث تجد نفسها متورطة في صراع داخلي بين دينها وتقاليدها وبين ما تكتشفه من معاني روحانية جديدة في الإسلام. قوة شخصيتها تظهر في استعدادها لمواجهة هذه الأسئلة والبحث عن الحقيقة، رغم الضغوط المجتمعية والعائلية الكبيرة.
تحول ندى من اليهودية إلى الإسلام يعكس رحلة تحول عاطفي وعقلي وروحي. هذا التحول لم يكن سطحياً أو سهلًا، بل جاء نتيجة لمجموعة من التجارب الشخصية والتفاعلات العميقة مع أحمد، الذي جسّد لها مبادئ الإسلام بطريقة عملية وإنسانية. تدريجياً، بدأت ندى تشعر بجاذبية الإسلام، ليس فقط كمجموعة من العقائد، بل كأسلوب حياة مليء بالرحمة والتسامح والتعايش.
ندى لم تتخذ قرار التحول من ديانتها بسهولة، بل كان نتيجة بحث داخلي عميق، وقراءة وتأمل في معاني الدين، وهو ما يظهر كيف أنها لم تكن مجرد تابعة لمجتمعها أو لتقاليدها. التحول الديني لندى يمثل قمة نضجها الفكري والشخصي، فهو يعكس تحررها من القيود المجتمعية وتبنيها لرؤية شخصية مستقلة للحياة والدين.
يمثل تحول ندى في الرواية فكرة أعمق عن "التعايش والتفهم بين الأديان. "الرواية لا تسعى لخلق صراع بين الديانات، بل تركز على الرحلة الإنسانية للفرد في البحث عن الحقيقة والتسامح. ندى أصبحت رمزًا لقدرة الإنسان على التحول الفكري وتقبل الآخر، بعيدًا عن الأحكام المسبقة أو النزاعات الدينية.
من خلال ندى، تنجح الكاتبة خولة حمدي في تسليط الضوء على قضايا الهوية والدين والانتماء بشكل عميق وإنساني، ما يجعل شخصيتها من الشخصيات البطولية التي تجسد التحول والبحث عن الحقيقة.