انتهيت من الكتاب اللي خلاص بقى واحد من أجمل وأهم القراءات مش السنة فقط ولكن على الإطلاق.
سيرة السير يعقوب اكبر مثال حي على حياة المجتهدين وان فعلا من جد وجد ومن زرع حصد.
يعقوب كان عنده قضية مهموم بيها من وقت ما عمته توفت بمرض في القلب، حط هدف واحد قصاد عنيه وهو انه لازم يشتغل على نفسه عشان يلاقي حل وينقذ اي شخص مريض طول ماهو قادر على كده، وكأن كل مريض انقذ حياته بيشوف فيه عمته اللي مقدرش ينقذها وقت ما تعبت.
وده اللي جعله يتمسك بالمنظومة الصحية في بريطانيا لانه شافها هي الاساس اللي لازم كل الدول تمشي عليه وهو العلاج لأي شخص مهما كان مستواه. اللي شاف العكس منه لما راح سنة أمريكا وشاف الوضع هناك اللي برغم انه كان بيخدمه هو شخصيا كيعقوب الباحث لكن كان ضدد مبادءه الشخصية وهي حق الرعاية والعلاج لكل شخص.
ويمكن ده اللي جعله يتبنى بعد كده مشروع سلسلة الأمل اللي من ضمنها مستشفى اسوان والقاهرة وغيرهم في مختلف دول العالم النامية.
القضية اللي كان مهموم بيها يعقوب كانت هي وقوده في طريقه المهني وحتى في حياته خارج نطاق العمل.
الشيء اللي كان بيستدعي الاستغراب من زملاءه ناحيته لأنه كان بيشتغل طول الوقت تقريبا في مقابل اوقات راحة قليلة.
ايمانه الشديد باللي كان بيعمله ونجح فيه كان بيدفعه لمناطق في شغله غيره كان بيخاف يدخلها. خصوصا ان بدأ في المجال في فترة لسه ملامحها مظهرتش بشكل كافي حتى في بريطانيا في الوقت ده.
يعقوب كمان كان مؤمن جدا بأهمية التنمية المستدامة، وأهمية البحث العلمي والتعلم المستمر.
ودي المبادئ اللي زرعها في كل طلابه اللي اتعلموا على ايده او حتى المرضى اللي عالجهم.
وعشان كده تقريبا مفيش مكان اشتغل فيه الا لما لازم يكون في مكان للبحث والتدريب ومتابعة الجديد بشكل مستمر.
وده اللي جعله ايضا واللي هيشوفه القارئ في السيرة انه كان له السبق في احداث كتيرة جدا مرتبطة بجراحة القلب وبالبحث العلمي.
ويمكن من اهم مميزات الكتاب انه فعلا داخل ومتفرع بشمل كبير جدا في حياة يعقوب سواء المهنية او حتى الشخصية. الحياة اللي مكنتش سهلة على طول الخط ابدا، وكان فيه صعوبات ومعوقات كتير جدا خلالها.
الحياة اللي بعد ما تنتهي من قراءتها تعتقد حد التأكد والجزم ان فعلا مكنش في حد غير السير مجدي يعقوب بشخصيته ينفع يعيشها.
كتاب يستاهل القراءة مرة واتنين وعشرة، بمجرد الانتهاء منه تشعر انك بقيت صديق مقرب للسير يعقوب وهو لو تعلمون لشيء غاية في العظمة.