*عنوان الكتاب**: "نيورو سينما"
**المؤلف**: اسماعيل ابراهيم
"الدماغ هو أكبر قاعة سينما، فبين جنباته تدور الكثير من الأحداث الخيالية والدرامية والكوميدية، سواءً كان ذلك في أوقات يقظته أو حتى في أثناء النوم. في هذه الأحداث يكون الدماغ كذلك هو المخرج، والمؤلف، وكاتب السيناريو، والمصور، بل وحتى عامل الكلاكيت. تسألني، وماذا عني أنا؟! أنت البطل بالطبع."
"نيورو سينما" هو كتاب يتناول التقاطع بين علم الأعصاب وفن ، حيالسينماث يستكشف كيف يمكن لتكنولوجيا التصوير العصبي أن تؤثر على صنع الأفلام وتفاعل المشاهدين معها. المؤلف طبيب في علم الأعصاب وحاصل على البورد الأوروبي وشهادة التخصص في طب الأعصاب ولديه خلفية عن صناعة السينما، مما يجعله مرجعًا موثوقًا في هذا المجال.
❞ ستكون قد تعرفت على ما يزيد على خمسين مرضًا واضطرابًا عصبيًّا، من خلال مراجعة ما يزيد على 100 فيلم. ❝
الفكرة الرئيسية للكتاب، مثل كيف يؤثر علم الأعصاب على صناعة الأفلام وكيف يمكن استخدام ذلك لفهم سلوك المشاهدين.
يقدم الكتاب فصولًا تتناول عناصر السرد، الإيقاع، والشخصيات كذلك الأمراض العصبية وتقديمها في السينما وكيف أفاد ذلك المشاهد أو أضاف إليه .
**تحليل المفاهيم**: الكتاب ينقسم لعدة اقسام
كلاكيت : مناقشة معنى مصطلح نيوروسينما وأهميته وكيفية تأثير الافلام على ادمغتنا ولماذا نحبها .
احببت النظرة الفلسفية لسبب مشاهدة السينما أو الدراما بشكل أوسع : من التطهير إلى التظاهر من أهمية وجود فكر لمناقشتها إلى التعاطف و الوهم .
❞ كلمة «نيورو» تعني «الأعصاب» والسينما معروفة بالطبع، لذلك فمصطلح «نيوروسينما» (Neurocinema) يشير إلى فرع جديد قائم بذاته من فروع علم الأعصاب، تُستخدم فيه أحدث التقنيات العلمية لدراسة تأثير مشاهدة الأفلام السينمائية على الدماغ البشري، ثم تحليل وقياس عملية التأثير فيها ❝
❞ كانت أمراض الأعصاب حاضرة منذ البدايات الأولى للسينما، بالرغم من أن حضور الأمراض النفسية كان -وما زال- الأكثر طغيانًا. ❝
❞ علاقة الطب والمرض بالسينما علاقة جوهرية وعميقة جدًّا، وقديمة قِدم السينما نفسها. ❝
❞ يهتم الباحثون في علم الأعصاب بهذه المعلومات لفهم كيفية عمل الدماغ وطريقة تأثير الأفلام على المشاعر والذكريات والاستجابات المعرفية والعاطفية المختلفة. أما صناع الأفلام، فيهمهم معرفة ما يدور داخل عقل المُشاهد، لخلق مَشاهد مثيرة تأسر عقله وعواطفه وتثير مخاوفه وذكرياته، فلا يستطيع أن يبعد عينيه عن الشاشة. ❝
أكشن: الجزء الثاني وهو الأكبر في الكتاب يتناول مناقشة جزء كبير الأمراض العصبية التي صورتها السينما ويحللها طبيا وفنيا ،وتسليط الضوء على الأخطاء الموجودة في هذه الأفلام وكذلك مناقشة الخرافات المشهورة ومعرفة مدى صحتها .
والفصل الاخير يحتوي على عدة موضوعات المتنوعة في علم الأعصاب ،منها اغرب واندر الأمراض العصبية ومدى إمكانية حدوثها في الوقت الحالي ،كذاك سنرى نجوم احببتاهم وكيف أثرت على حياتهم بعض الأمراض العصبية ،وينتهي الكتاب بتقديم السينما المصرية وما قدمته في هذا المجال وللأسف هناك فرق شاسع بين ما قدمته السينما المصرية والسينما الغربية من حبكة للموضوع وتقديم تفاصيل للأمراض والاعراض المصاحبة له بالعكس كان التقديم في أغلب الأعمال ساذج وساخر من المرض بشكل فج .
❞ كل فصل من فصول هذا الكتاب مستقلٌ بذاته، ويمكن قراءته بمفرده دون الحاجة إلى قراءة ما قبله أو ما بعده ❝
يستند إلى أبحاث علمية قوية لتقديم رؤى حول كيفية تأثير العناصر السينمائية على المشاعر والسلوك. يُظهر كيف أن فهم الأعصاب يمكن أن يعزز من فعالية الأفلام ويجعلها أكثر تأثيرًا.
قراءة نقد الافلام بشكل علمي من المواضيع المفضلة لدي فكتب ومقالات د.احمد خالد توفيق علمتني تهذيب الذائقة الفنية وفهم مواضيع غامضة بشكل علمي.لذلك أبهرني الكتاب بشكل خاص بسبب استخدامه لمزيج من العلم والفن.يجعلك تلهج بالدعاء والحمد لله على العافية . لكن بعض الأقسام كانت أسلوبها طبي للغاية وتفاصيل طبية وقد تكون صعبة الفهم للقارئ العادي واحيانا تدفعه للملل.
ترك الكتاب أثرًا كبيرًا على فهمي لكيفية تأثير الأفلام على المشاعر. أصبح لدي اهتمام أكبر بالتقنيات المستخدمة في صناعة الأفلام وكيف يمكن تحسين التجربة السينمائية.
أوصي بهذا الكتاب لصناع الأفلام، وعلماء النفس، وأي شخص مهتم بفهم كيفية تأثير السينما على العقل. المعلومات المقدمة فيه قيمة للغاية وتستحق القراءة.وفي انتظار الجزء الثاني السينما والأمراض النفسية.
"نيورو سينما" هو كتاب يجمع بين العلم والفن بشكل مبدع. سأنظر بالتأكيد في قراءة المزيد من أعمال المؤلف في المستقبل.