هل ينتهي سلسال الدمىاء الذي صنعت الكاتبة خطًا له منذ بداياتها الأولى في كتابة الجريىمة؟ هل ستبقى يارا رضوان تقدم إلينا الجىثث الواحدة تلو الأخرى؟ إن كانت الإجابة نعم؛ فأنني أشد المرتقبين لما سيصنع قلمها المرة القادمة.
-اسم العمل: آخر من يمكن قتىله
-الكاتبة: يارا رضوان
-صادرة عن دار سين للنشر والتوزيع
-نبذة عن العمل: سلام عبد الحي، الضابط المنفي من ربوع القاهرة إلى أقصى الصعيد نتيجة خطأ لم يرتكبه؛ يباشر عمله دون أن يتوقع حدوث سلسلة جرائىم مىروعة داخل إحدى قراه البسيطة. يبدأ تحقيقاته برتابة باحثاً عن دوافع حاضرة حتى يقوده تتابع الجرائىم إلى قصصٍ تضرب بجذورها في عمق الماضي، والغريب أن تلك الجذور تمتد حتى تطال القاهرة بقصصها المطمورة خلف أكاذيب محكمة حاكتها روائية ذائعة الصيت.. فكيف ستتكشف تلك الأكاذيب؟ وما علاقتها بجىرائم الصعيد وبابنته الهاربة منه؟ من تراه يكون القىاتل؟ والسؤال الأهم الذي عليه اكتشاف جوابه قبل فوات الأوان: من هو آخر من يمكن قتله؟!
-
نظرًا لأنني قرأت رواية الفصل الأول من الجىريمة فإن أمامي صورة كاملة عن ماهية الأحداث، وكيف نسجت الكاتبة خيوطًا من الرواية السابقة وصنعت بها رداءً لا ينقصه شيئًا.
إنني لا أكتب المراجعات حُبًا ولا تجملًا وإنما لأبين أن هناك كاتبة تتفوق على نفسها كل مرة، أن هناك عملًا يجبرك ألا تتلاشاه، وأنه يصلح أن يكون على أول قائمتك.
-
اللغة: فصحى سردًا وحوارًا.
تطور الكاتبة في صياغة جمل بلغة فصيحة يمكنك رؤيته بوضوح.
-
الغلاف: لن أتحدث عنه كثيرًا يكفي النظر إليه فهو خير متحدث عن نفسه، يمكن من إبداع الغلاف أن توقن مدى إبداع العمل.
-
الشخصيات: في الرواية السابقة أخبرت الكاتبة عن أمرٍ في وصف الشخصيات، والحقيقة أنه أول ما بحثتُ عنه في العمل الجديد، وسعدت بأنها لم تترك الملاحظة تمر مرور الكرام وإنما عملت عليها.
كانت كل شخصية تخدم العمل وكأنهم دُمى حركتهم بذكاءٍ عهدتها عليه.
-
إقتباسات
"لا تحتاج المصائب إلى الدهر بطوله حتى تضرب ضربتها القاسمة، يكفيها ساعة، يكفيها لحظة واحدة، تحال بعدها حياة المرء إلى جحيم."
"مُشعل حىريق الأمس، مشتعل في حىريق اليوم.. والظىالم يظلم ولو بعد حين."
-
وأخيرًا
أود أن أشكر الكاتبة على عدم إهمالها النقد وأنها في كل عملٍ لها تتفادى ما وقعت فيه المرة السابقة، إنك تستطيع أن ترى أهمية تقبل النقد في أعمالها، وهو ما يدفعني لكتابة مراجعات إليها.
أعلم حين أقرأ ليارا أنني لستُ أمام كاتبة هينة، كُل روايةٍ إليها تُخبرك أنها من أهم كاتبات الجريىمة؛ ليس فقط لجودة العمل وإنما لتطورها الذي أشيد به في كل مرة أكن أمام عملٍ لها.
هي لا تكتب رواية وإنما عالم بأكمله، عالم مُمتلئ بالأحداثِ يجبرك أن تنتظر حتى نهاية المشهد.