❞ رأيتُ الأيادي المشروخة تخمش الخشب، خمسون يداً دامية، خمسة وعشرون صوتاً يصرخ والبقية على السطح مرغمون على البقاء ساكنين رغم علمهم بحقيقة ما يحدث كان عليهم أن يدّعوا أنهم لا يسمعون نداءات رفاقهم المتوسِّلة بينما يموتون في المصيدة مثل الفئران ❝
استغربت العنوان ربما لأن دموعنا أصلاً مالحة فما الجديد لكن بعد الخوض في تفاصيل الكتاب أيقنت أنها بالنسبة للاجئ أكثر ملوحة وأشد قتامة.
دموع الملح ...إنها القصص الأوجع على وجه الأرض..كم من عائلات تفرقت وأسر تهدمت وأناس ضاقت بهم أرض موطنهم بما رحبت فهاجروا للنجاة بالباقي من أعمارهم،أو ربما للموت..
كانت القصة الأشد وطأة على النفس هي عندما كانت أسرة كاملة على وشك الغرق فاضطر الأب للتخلي عن ابنه بعد إرهاقه الشديد كي ينجح في جذب الباقي للنجاة بأعمارهم ليفاجأ بعد مرور دقائق معدودة بقدوم طائرة لانتشالهم وانقاذهم ليعيش الباقي من عمره في حسرة وندم ..
حياة اللاجئ نتيجة حرب أو هرباً من فقر وظلم واقع عليه في موطنه ليست بحياة لكنها نجاة بالباقي من كرامته لكن ما أفظع أن تفقد كرامتك حتى مع الهروب وترك كل حياتك السابقة خلفك..
كتاب يغري بقراءته رغم ما يثيره من حزن دفين سيصاحبك بعد الانتهاء منه..