#سفريات2024
#عمى_أبيض
"ضحايا أنفسنا أم ضحايا الآخرون؟"
هناك رواية عادية تمر على قلبك مرور الكرام، رواية تنبش في قلبك محدثةَ مايشبه النبضة الزائدة، فترى نفسك أو أحد المقربين في أحد الابطال، وتتسائل طوال الوقت..أهذا أنا؟؟؟ هل سيكون هذا مصيري في مستقبل ما؟؟؟
في روايتها"عمى أبيض" والصادرة عن دار"دون للنشر والتوزيع" تحكي الكاتبة"مروة سمير" الحكاية شبه الكاملة على لسان أبطالها، وبطريقة سرد شيقة وهي"تعدد الرواة أو الأصوات" جاءت الرواية
بدأت الرواية بمشهد عادي لشجار ما في سيارة أسرية، نستشف منه عدم توافق الجدة"سوزي" مع الحفيدة"سلمى" ومحاولة الأم"ليلى" للسيطرة على الموقف، ويبدأ التساؤل...ما الحكاية؟؟ وكيف ينتهي هذا الشجار؟؟
على مدار الرواية نكتشف أن الجميع ضحايا، ف "هشام" ضحية الإحساس المستمر بالإمتنان للخال الذي تحمل مسؤوليته وأمه منذ الصغر، ف كانت النتيجة المباشرة هي رد الجميل والزواج من ابنة الخال العاشقة له منذ الصغر متناسياً قلبه ومعولاً على التعود والعشرة ليكون زواجاً سعيداً...حتى يلتقي و "ليلى" في صدفة ويبدأ القلب في الخفقان بحق من أجل شخص بعينه...فكيف تستمر العلاقة؟؟ وما مصير زواج هشام من ابنة الخال؟؟
و"ليلى" ضحية أب وأم لم يستطيعا إكمال الزواج الهش ولو من أجل الطفلة التي جائت للدنيا من أب فضل الإنسحاب من زواج سريع وأم فضلت الشهرة والمجد السريع وعشقت لفت الأنظار مهما كانت الطريقة، ف كانت الضحية"ليلى" التي نشأت كـ "ضيفة" على الجميع، حتى التقت "هشام" ف كان الأمل الأول والأمان المفتقد...ليلى الرقيقة التي عانت طوال حياتها وحاولت بكل الطرق الإبتعاد عن سيرة أمها و وصمة العار الأبدية بالنسبة لها، ف كانت ضحية الجميع
و "سلمى" الطفلة ذات الحياة المستقرة إلى حين، رحلة البحث المستمرة عن الأمان وسط أبويها، التنمر المستمر من رفاق الدراسة، مشاكل المراهقة ومحاولات مستميته للتعامل مع الجميع حتى كان الإنفجار المدوي و نقطة اللارجوع في حياتها
أجادت الكاتبة وصف الشخصيات بدقة، صنعت تاريخ سريع ومركز لكل منهم، كما أجادت الربط بين الشخصيات بطريقة جيدة للغاية، التنقل بينهم بشكل سلس
سرد الرواية والحوار كان بالفصحى، أعجبني كثيراً توظيف الفلاش باك بشكل احترافي على مدار الرواية
عملت الكاتبة على صنع نهايتين، واحدة منهما بطريقة"ماذا لو" مما سبب لي بعض التشتت خاصةً أن القراءة كانت من خلال تطبيق أبجد، ومن بعدها جائت النهاية العادية للرواية
تميزت الرواية بلغة واقتباسات لطيفة، منها:
*ماذا لو التقينا في حياة أخرى.. لو أخذنا هُدنة من حياتنا الحالية وتخيلنا وجودنا في ظروف مختلفة؟ أيمكن حينها أن نتجنَّب ألم القلب وحيرة الاختيار؟ ألنا في الخيال، حقًّا، حياة؟ إذن فلنتخيل!
*دعي الماضي، لا تحاولي إصلاحه، فهو لا يمكن إصلاحه، يمكننا فقط تجاوزه والبدء من جديد، هناك دومًا بداية جديدة تنتظرنا فقط إذا أخذنا القرار.
*وكأن لكل منا حياة محددة مع أشخاص معينين، وفي وقت محدد، نكون فيها الشخص الصحيح.. شخص أفضل مما نظن في أنفسنا، وعلينا فقط ألا نتوقف عن محاولة إيجاد تلك الحياة مهما طال الوقت.
* لم أكن أعلم أن العمر يجري، وأننا لا نجري معه بنفس السرعة، أننا نتمهل، نتشبث بلحظاتنا الجميلة، وننسى سباق السنين.
في المجمل...رواية جميلة، بلغة وحبكة تستحق الإشادة بالكاتبة
#قراءات_حرة
#قراءات_فبراير
#الكتاب_رقم8
8/1