#سفربات٢٠٢٤
#نيوروسينما
"فالقصص بالنسبة للبشر ليست مجرد وسيلة تسلية لقضاء الوقت، بل هي جزء أساسي من كوننا بشرًا ولتطورنا كنوع. نحن نحكي لأننا لا نستطيع أن نفهم العالم دون قصة"
بهذه البداية الجميلة والملهمة بدأ د.إسماعيل إبراهيم كتابه "نيوروسينما"، كشحصية محبة للأفلام القائمة على القصص الحقيقة والسير الذاتية الملهمة، شكل إسم الكتاب منذ بداية إصداره من "المحرر للنشر والتوزيع" فضولاً متنامياً، أجلت قرائته مراراً حتى حان الوقت أخيراً
"نحكي حتى لا ينسانا الآخرون"
مقولة صادقة جداً جائت في الجزء الأول من الكتاب أيضاً، بعنوان "كلاكيت" الكلمة الأشهر في عالم صناعة الأفلام ، "أكشن" الكلمة الشهيرة التي تعلن عن بداية صناعة عمل فني جديد، ف الكتاب الذي يرصد فيه الكاتب "الطبيب" مجموعة من الأمراض النفسية والعصبية وكيفية تصويرها على الشاشة، موضحاً في كل فيلم يناقشه الحالة الطبية، مدى تطابقها مع الفيلم، وصولاً لأدق التفاصيل في تصوير المشاهد و حتى حركة الجسم للفنانين، وصل الأمر إلى تحليل زاوية الرؤية في بعض الأفلام، مما أتاح لي كمشاهد لبعض الأفلام نظرة جديدة تماماً لها
أجمل مافي هذا الجزء عنصر التشويق، فرغم الشرح الكامل لمحتوى الفيلم إلا أن الكاتب وببراعة شديدة استطاع الحفاظ على نهايات أغلب الأفلام والتفاصيل البسيطة التي صنعت تشويق إضافي لي كمشاهد وقارئ، نقطة قوة مهمة جداَ
يناقش الكتاب العديد من الأمراض النفسية والعصبي ببساطة شديدة، وصل الأمر للتنويه من الكاتب عن الفروق البسيطة بين بعض الأعراض ومتي يكون هذا العرض عادياً ومتى نلجأ للطبيب، نقطة الخطر وضرورة التوجه للطوارئ وطلب مساعدة طبية عاجلة
يناقش الكتاب أيضاً ظاهرة "ضيوف الشرف" والتي يكون بعض الأمراض العصبية موجودة على استحياء أو بجزء بسيط من العمل الفني، سريعاً وبملخص بدون إختزال مخل
كما أورد الكتاب بعض المشاهير العرب والأجانب المصابين بأمراض عصبية، البعض كان مفاجأة بشكل شخصي لي
في نهاية الكتاب ناقش الكاتب بعض الأفلام العربية التي ناقشت الأمراض العصبية والنفسية ومدى التطابق أو الإختلاف الشديد عن الواقع، جزء يشكل صدمة خاصة مع إهتمام الأفلام الأجنبية الشديد بكل تفصيلة مهما كانت بسيطة
كتاب جميل، استطاع فيه الكاتب تسليط الضوء على العديد من الأمراض المنتشرة حالياً، باسلوب سلس رغم كثرة المصطلحات الطبية، معلومات كتبت بدقة شديدة وباسلوب بسيط، مع الحفاظ على عنصر التشويق على مدار الكتاب
من الكتاب
*في النهاية، لا يوجد دواء سحري قادر على جعلك عبقريًّا. إذا أردت التحسن، عليك أن تبذل مجهودًا مستمرًّا، وأن تُطور عادات صحية سليمة قادرة على زيادة كفاءة عمل المخ مع الوقت. بعض الأشياء (غير الكيميائية) التي يمكنك فعلها لتعزيز قدراتك العقلية تشمل: التمارين الرياضية، الغذاء الصحي المتوازن، النوم الكافي والسليم، المشاركة في الأنشطة العقلية والاجتماعية، مع الاهتمام طبعًا بالحالة النفسية. يجب عليك الاستماع إلى جسدك والتكيف معه على حسب حاجته.
*ليس للحياة معنى إلا في الكفاح.. الانتصار أو الهزيمة بيد الله.. لذا دعونا نحتفل بالكفاح
كتاب ممتع، مهم جداً لمحبي القراءات والمشاهدات النفسية
#قراءات_حرة
#قراءات_اكتوبر
١/٤٨