الكتاب : نيوروسينما
الكاتب : د إسماعيل إبراهيم
دار النشر : دار المحرر
التقييم : ٥/٤
نوع القراءة : أبجد
■ لا أوعدك بعد قراءتك للكتاب أنك سوف تخرج منه كما دخلت لا مفر أنه سيترك فيك أثراً ربما تصاب بتروما من معرفة كم الأمراض العصبية التى من الممكن أن تصيب جهازك العصبي فجأة و لا تجد لها حل سوى المعاناة أو ربما تشعر أن هناك أمل لما تراه مستحيل و تقابل من الدروس ما تعلمك ألا تستسلم مهما كنت ترى الأمر غير ممكن.
■ عندما ينتقل العلم إلى شاشات السينما يصبح في متناول فهم المشاهدين مهما كان معقداً و دقة التخصص فالسينما تترجم كل الشئ بلغة واحدة يفهمها الجميع
من هنا انطلق الكاتب رحلته مع علم الأمراض العصبية في السينما العالمية كيف تناولتها و أثرت فيها و تأثرت بها رحلة طويلة ممتعة داخلة أروقة السينما نشاهد فيها أجمل الأفلام العالمية و ارتباطها بالإنسانية
■ تقمص الكاتب دور المخرج فعلى القارئ أن يتقمص دور المشاهد فاحجز تذكرتك و استرخي على كرسيك و معك الفشار و استمتع مع بدأ الرحلة.
■ الفيلم 🎥 : نيوروسينما
تريلر الفيلم : يبدأ التريلر بطرح أسئلة دائماً يراها المشاهد في الأفلام و لم يفكر في حقيقتها مما تثير فضوله و جذب انتباه في انتظار الإجابة مثل : هل سمعت عن مرض الجوكر؟ متلازمة الجمال النائم ؟ هل فقدان الذاكرة في الأفلام حقيقي ؟ و هل ضربه على الرأس تعيده ؟ أسئلة كلها تشويق
■ ستاند باي :
يوضح الكاتب هنا أن علاقة الأمراض باالسينما علاقة جوهرية و عميقة جداً و يمثل المخ أكبر قاعة سينما و يذكر هدفه من الكتاب شرح و تبسيط علم الأعصاب بأمراضه و أسراره و تاريخه من خلال عالم الأفلام و يكتشف أن المكتبة العربية تفتقد إلى هذة النوعية من الكتب
بالإضافة أن الكتاب يهدف إلى المتعة من خلال عرض الأفلام بطريقة الريفيوهات و يحذر من وجود حرق لبعض أحداث الأفلام لذلك فلا يصنف هذا العمل بكتاب علمي بل أقرب إلى الدردشة السينمائية من وجهة نظر مشاهد عاشق للسينما و طبيب أعصاب.
● يعيب فقط على المخرج ( الكاتب ) قلة الخبر فقد بدأ العمل بمقدمة طويلة و مشاهد زائدة كادت أن تصيب المتفرج بالملل خلال أول ٤٠ صفحة لولا أن بدأت الأحداث تشتعل بعد ذلك.
■ كلاكيت :
فيه يشرح الكاتب المقصود ب " نيوروسينما " و هو فرع جديد من فروع علم الأعصاب يدرس تأثير مشاهدة الأفلام السينمائية على الدماغ البشري و هو علم وليد حديثا
بالبحث عنه لم أصل إلى أي مصادر عربية سوى هذا الكتاب الذي بين أيدينا لكن باللغة الإنجليزية هناك الكثير من المقالات و هذا الفصل فيه تفاصيل كثيرة كان من الأفضل اختصارها
■ اللغة كانت سلسلة نفس لغة أصحاب المهارات في عرض ملخصات الأفلام و القريبة من الكثير مما سهلة مهمة الانتهاء من قراءة الكتاب رغم عدد صفحاته الطويلة.
نجح الكاتب في جعل القارئ يستوعب المعلومات الطبية و مصطلحاتها المعقدة و ساعد في ذلك معرفتنا بكثير من الافلام التى عرض تحليلها و ناقشت الأمراض العصبية التى تصيب الإنسان مثل الصرع و الجلطات الدماغية و الشلل و الزهايمر و بعض الأمراض النادرة و الغريبة.
■ أكشن :
و أخيراً تبدأ أحداث الأفلام و تدور الكاميرا مع أول العروض : أفلام أعجبتني
● فيلم صحوات : و باء غامض يحول الملايين إلى تماثيل بشرية بعد فترة نوم عميق لا يستطيعون الحركة أو الكلام و هو عن أحداث حقيقية فهل يكتشفوا علاج لها أم لا أمل في شفاءهم.
● فيلم : وجوه في الزحام : هل سمعت عن مرض " عمه تمييز الوجوه ؟ هو مرض يصعب الشخص على التعرف على وجوه الأشخاص بل يرى كله شخص واحد و للأسف حتى الآن لا علاج له
● فيلم بلا حدود : هل تصدق أن هناك دواء يجعلك أكثر ذكاءاً و قدرة معرفية ؟ هذا ما حدث في الفيلم عندما أخذ البطل حبة واحدة و تغيرت قدراته المعرفية ( تتشابه هذه الأحداث مع فيلم أرض النفاق لفؤاد المهندس )
فكرة الفيلم مبنية على الخرافة التى تفترض أن الإنسان يستخدم فقط ١٠% من عقله و لو أمكنه استخدام باقي ال ٩٠% لأصبح شخص خارق و مازالت هذه الخرافة تستخدم في كتب التنمية الذاتية بين السطور
● فيلم مائة متر : من الأفلام الملهمة عن قصة حقيقية لمريض التصلب المتعدد الذي نجح في إنهاء سباق مائة متر رغم مرضه
● ربما رأيت أحد الأفلام من قبل و لكني لم أكن أعلم كواليس كل فيلم هل هو عن قصة واقعية ؟ و أين البطل الحقيقي و هل تشابهت النهايتين؟ أم أن الأمر من خيال مؤلف الفيلم ؟
● هناك أفلام مصرية تناول الأمراض العصبية و لكن لم تكن بشكل علمي او إنساني إنما كانت بغرض كوميدي مثل فيلم كريم عبد العزيز في " فاصل و نواصل " مقتبس من الفيلم الاجنبي " تذكار " و فيلم " اللى بالي بالك " فكرة زرع دماغ لجسد سليم وفيلم ٨ جيجا بالإضافة إلى الأفلام الدرامية أتذكر فيلم عادل إمام و شيريهان ( خلي بالك من عقلك ) عن المرض النفسي.
■ بعد اتمام هذا الكتاب سوف تختلف نظرتك لأي فيلم تشاهده يدفعك بعد ذلك إلى تدقيق النظر و التفكير و تحليل كل مشهد في الفيلم و البحث عن المغزى و القصة الحقيقية للفيلم فالأمر لن يقتصر على متعتك فقط من المشاهدة بل لتطرح الأسئلة أو تحاول الإجابة عما يطرحه الفيلم و يدعو له
هناك مقولة " أن الطبيب النفسي الجيد عندما تدخل إمرأة فاتنة المكان نظر هو إلى عيون الآخرين " و كذلك ستكون أنت بعد ذلك .
لا شك ان تلك الأفلام سوف تترك أثراً على النفس و ترقق مشاعرنا و تزيد الإحساس بكل مريض كم يحتاج من الدعم و الرحمة.
■ - الخيال العلمي ما بين الحقيقية و الخيال في السينما :
هو من أمتع الفصول للقارئ المحب للخيال و الفانتازيا فما كان بالأمس خيالاً علمياً في الأدب أصبح اليوم حقيقة ملموسة و جاءت السينما لتطلق العنان لأكثر الأفكار الخيالية جنوناً و غرابةً
أما في الطب فقد كان الفضل لأحد أفلام الخيال العلمي التي أنتجت عام ٦٦ في اكتشاف طريقة لتفتيت الجلطة و إصلاح الضرر لكن تم ذلك بعد نصف قرن من عرض الفيلم ثم له الفضل في تطوير تقنيات جديدة مثل طب النانو و المنظار الداخلي و الروبوت .
■ - النجوم و العرض الأخير :
من الفصول الموجعة لأنك فيها ترى نهاية نجوم أحببتهم و عاصرت أعمالهم تعلق قلبك بهم ثم ترى نهايتهم الحزينة بعد أن كانوا أبطال يصولون و يجولون في معارك الأفلام و الأكشن ثم فجأة يقع صريع لمرض نادر أو معروف يسلب عقله أو بدنه فتجد أحدهم يصيبه الزهايمر أو يصاب بشلل أو جلطة دماغية تفقده النطق و الحركة و هناك من يكون في فترة شبابه يصاب بمتلازمة تشل نصف وجهه
أشهرهم بروس و يليس الذي أصيب بمرض الحبسة الكلامية و فقدان القدرة على الكلام و مايكل جاي فوكس الذي أصيب بمرض يدعى باركنسون في سن الشباب ٢٩ عاماً و قصته فيها إلهام و هذا ما يلفت نظري في الممثلين و المشاهير الأجانب عندما يصابون بمرض لا يفكر في نفسه فقط بل يشعر بمعاناة الآخرين و الذين لا يملكون القدرة على تكاليف العلاج بالإضافة أن الأمراض النادرة تحتاج إلى أبحاث و تجارب لإيجاد و اكتشاف علاج لها و الأمثلة كثيرة لمن وهب وقته و أمواله لذلك بل يدعمون الفقراء كنوع من أعمال الخير لعل هذا يشفع لهم عند ربهم أو حباً و إيماناً بالإنسانية.
و سيلين ديون و أميتاب تشان و المطرب جاستن بيبر الذي أصيب بالتهاب العصب السابع و قد مررت بهذه التجربة الأليمة و لا أنسى رأي ثلاثة أطباء كبار في الأعصاب أنني تأخرت في التشخيص و العلاج و نسبة الشفاء قليلة و لكني في لحظات الضعف و الاستسلام و الأنهيار قررت أن أنهض و أحاول مرة أخرى فقد غيرت الطبيب و أخصائي العلاج الطبيعي و استعنت بطبيب نفسي و داعمين لي في محنتي حتى تم الشفاء بفضل الله خلال ثمانية أشهر و مازالت أحمل الشكر لكل من ساعد بكلمة طيبة و هو ما كنت أبحث عنه حتى أستمر في المقاومة
■ - السينما العربية نيوروسينما أونطة :
خلال قراءتي للكتاب و حتى قرب النهاية كان يشغلني سؤال أين ذكر السينما العربية و المصرية من هذا الموضوع الهام ؟ السينما لدينا في معظمها كانت اقتباس باهت من أفلام الغرب
خصص الكاتب بضعة صفحات ينتقد فيها السينما العربية سريعاً و عرض لبعض الأفلام و سجل كثير من الأخطاء الطبية مثل تصوير مشهد الجلطة الخاطئ و بكل تأكيد لن يدرك ذلك المشاهد لكنك بعد الاطلاع على هذا العمل لن تمر المشاهد تلك مرور الكرام امامك فقد أكتسبت مهارة التحليل و التدقيق هنا ( العلم نور ) حقاً
أعتقد بعد الانتهاء من الكتاب ربما تعزف عن مشاهدة الأفلام العربية لأن من نفس فكرة الكتاب سيكون لتلك الأفلام تأثير سلبي على الدماغ و الا يوجد سوى القليل ما يستحق المشاهدة
■ خرافات السينما :
سخر الكتاب من عملية التخدير التى تتم بشكل ساذج في كل الأفلام العربية مع إنها عملية معقدة و نحن نعلم لكننا نتجاوز من أجل التسلية و يدعو الكاتب منتجي هذه الأفلام للإهتمام بالجانب العلمي
■- فركش :
يقول أن علاقة السينما و الطب علاقة وطيدة و متشابكة فكلاهما يتمحور حول الإنسان فالطبيب يفحص الجسد و يعالجه بينما السينما تفحص النفس البشرية و تعالجها أحياناً
يقول روبن ويليامز : " إذا كنت تعالج المرض فإنك ستربح أو تخسر أما إذا كنت تعالج الإنسان نفسه فأنا أضمن لك ستربح بغض النظر عن النتيجة "
و أخيراً يقفز في ذهنك مشاهد كثيرة من أفلام العنف و الجرائم التى تعود إلى الحالة النفسية و النزعة العدوانية فنجد السفاح و القاتل المتسلسل و أذية الآخرين و جرائم فاقدي العقل و الأهلية و ذلك يفتح الباب لأجزاء أخرى من الكتاب عن الأمراض النفسية و النزعة إلى الانتحار و تفاجأت قبل أن أقلب الصفحة الأخيرة أن هناك بالفعل مشروع بعنوان سايكو سينما و كأن الكاتب أراد أن يختم كتابه مثل الطريقة السينمائية المشوقة نلقاكم في الجزء الثاني.
■ ملاحظة :
- الكتاب به كثير من الإسهاب و التفاصيل كان من الممكن اختصارها في أول عمل بهذا الشكل جديد من نوعه
- غلب على الكتاب طابع ريفيوهات الأفلام بعيداً عن كونه كتاب أكاديمي أو تحليلي مما لا يجعله مرجع للنيوروسينما ذلك العلم الوليد حديثاً فتظل المكتبة العربية في حاجة إلى كتاب متخصص
- مع إن جزئية السينما ليست اختصاص الكاتب كطبيب أعصاب لكنه ككاتب كانت تحتاج إلى مزيد من التفاصيل لعل منتجى السينما يدركون ذلك و تصرح رسالة لهم تدق ناموس الخطر اتمنى في الجزء التالي تأخذ حقها
- لو تم إضافة أراء بعض نقاد السينما المصرية و المخرجين و أصحاب السيناريو و دمجهم في الكتاب سيكون إضافة مهمة تضعهم أمام المسؤولية
#مسابقة_ريفيوهات_نيوروسينما
#ريفيو_على_أدى
#ماجد_شعير