رواية قصيرة لا تتعدى الثمانون صفحة إلا أنها اتخذت من روحي ما يفوق مقدارها!
بترجمة آسرة وأخاذة لمارك جمال للنص الإسباني للأديبة والروائية الرفيعة القدر، آديلايدا غارثيا موراليس، تأخذنا السطور المفعمة بالهيبة والسحر إلى الريف الإسباني بعيني أنخيلا الصغيرة في منتصف القرن الماضي، تحديدًا في مطلع الخمسينات وفيها تراقب عينا أنخيلا الصغيرة بينيه الغجرية بعد وصولها للمنزل العتيق المنعزل، وقد لفها الغموض وأحاطت بحياتهم المخاوف بعدما كانت تحيطها الآمال.
وكأن الحياة قد تداعت وتبدلت بحضورها !
بدأت الكاتبة صفحات رواياتها بحلم حلمته أنخيلا، تتذكر فيه شقيقها العزيز سانتياغو الذي كان يكبرها بأربعة أعوام حينذاك وهما ذاهبان لتناول وجبة العشاء مع بينيه، وسط صرخات كريهة من الخالة إليسا.
وتستعيد ذكرياتها من صداقتها لخوانا، تلك الغجرية المعدمة ومجاذبتهما لأطراف الحديث عبر سياج المنزل.
ومرآها لبينيه بصحبة والدها الغجري، متفكرة فيما بينها أحيانًا، متحدثة لخوانا أحيانًا أخرى عن الماضي الذي شكل حياة بينيه في السنوات القليلة الذي أثفل كاهلها وامتص روحها وأصبح يطوف يقتنص أرواح الآخرين من حولها.
رغم صغرها وقلة صفحاتها إلا أنها اتسمت بسوداوية لفت سطورها بغمام الليل وضبابيته، الوحدة والهجران ، الحب والفقد، في خلفية موسيقية لزخات المطر وصرخات الخالة إليسا ودونيا دوساورا.