#الريفيو_الثامن
#ريفيو_رواية_التابوت
#مسابقة_تحدي_إبهار_وفنجان_قهوة
#### **المقدمة**
تعتبر رواية **"التابوت"** للكاتبة **شيماء بدران** إحدى الأعمال الأدبية التي تمزج بين أنواع متعددة من الأدب مثل **الرعب، التشويق، الغموض، والدراما**، وهي جزء من قائمة الأعمال التي تسعى لخلق تجربة فريدة للقارئ من خلال تنويع الحبكة وسرد القصة بأسلوب يجعل القارئ دائمًا على حافة التوتر والترقب. من خلال قراءة هذا العمل، يمكن للمرء أن يشعر بأن الكاتبة تميل إلى تقديم شيء غير تقليدي، يهدف إلى ترك انطباع دائم لدى القارئ.
#### **ملخص القصة**
تدور الرواية حول **كاميليا**، الشخصية المحورية التي تعمل في مجال الرعاية الصحية، وتواجه العديد من الأحداث المشوقة والمرعبة في إطار عملها. تلتقي **كاميليا** بشخصية الطبيب **فهد الراوي** الذي يشكل معها ثنائيًا ديناميكيًا. خلال تطور الأحداث، يظهر جانب آخر من الرواية يتمثل في شخصية **كاترينا**، الراهبة التي هجرت ديرها بسبب حبها لـ **فيليب**، الطبيب الذي تورط في تجارب علمية مرعبة.
تتناول الرواية الصراع الداخلي الذي تعيشه **كاميليا**، وكذلك التجارب النفسية والجسدية التي تمر بها في ظل العمل الطبي، إضافة إلى العلاقة الرومانسية المعقدة التي تتخللها لحظات من الخوف والرهبة. تتوالى الأحداث بشكل تصاعدي لتتداخل المشاعر والأحداث الغامضة، وصولًا إلى نهاية قاتمة ومؤثرة تكشف كيف يمكن أن يؤثر الرعب النفسي والخوف المرضي على حياة الأبطال.
#### **نقاط القوة**
1. **التنوع في السرد**: من أبرز نقاط القوة في الرواية هي القدرة على التنقل بين الأنواع الأدبية بسلاسة، فالقارئ يشعر بالانتقال من الرعب إلى التشويق، ومن الدراما إلى الغموض، دون أن يحدث انقطاع في تدفق الأحداث.
2. **البناء النفسي للشخصيات**: تم تطوير الشخصيات الرئيسية بشكل جيد، حيث تمثل **كاميليا** مركز القوة والضعف، وتجسد **فهد** الطبيب الشجاع والمغامر، بينما تقدم **كاترينا** و**فيليب** مزيجًا من الغموض والرعب النفسي. تمكنت الكاتبة من جعل الشخصيات تتفاعل بواقعية مع الأحداث المحيطة.
3. **الوصف البلاغي المكثف**: أسلوب الكاتبة في تقديم مشاهد معينة، خاصة تلك المتعلقة بالرعب والغموض، كان قويًا للغاية. استخدمت لغة بيانية وصورًا بلاغية أضافت عمقًا للأحداث، وجعلت القارئ يعيش تفاصيل المشاهد وكأنه جزء منها.
4. **النهاية المظلمة**: النهاية جاءت مشوقة ومليئة بالرهبة النفسية، حيث أظهرت ضعف الإنسان أمام الوهم والخوف، مما أعطى الرواية طابعًا فلسفيًا ورعبًا نفسيًا لا يزال أثره في ذهن القارئ بعد انتهاء العمل.
5. **لغة عربية فصحى سلسة**: استخدمت الكاتبة لغة عربية فصحى انسيابية وسهلة الفهم، وهو أمر نادر في كثير من الأعمال الحديثة، ما يجعل العمل محببًا للقارئ المهتم باللغة العربية.
#### **الملاحظات**
1. **البداية البطيئة للرعب**: رغم أن الرواية مصنفة كرواية رعب، إلا أن جرعة الرعب لم تظهر إلا بعد الربع الأول من الرواية. هذا التأخير قد يشعر القراء المحبين للرعب بالتململ.
2. **ضبابية بعض الأحداث والشخصيات**: كان من الممكن تقديم خلفيات أعمق لبعض الشخصيات، مثل **كاميليا**، فبعض التفاصيل المتعلقة بماضيها وحياتها لم تكن واضحة تمامًا، مما قد يترك القارئ في حالة من التساؤل حول دوافعها.
3. **تأثر بالأدب الغربي**: في بعض المقاطع، شعرت وكأنني أقرأ رواية غربية مترجمة، خاصة في طريقة سرد المشاهد الغامضة والمشوقة. ورغم أن هذا ليس عيبًا بحد ذاته، إلا أنه جعل الرواية تفقد بعضًا من الطابع العربي الذي قد يكون مطلوبًا لدى بعض القراء.
4. **الغلاف غير الجذاب**: الغلاف لم يكن على مستوى جودة المحتوى الداخلي للرواية. تصميمه البسيط قد لا يجذب القارئ من النظرة الأولى، في حين أن غلافًا أقوى كان يمكن أن يرفع من فرص نجاح الرواية.
5. **بعض المشاهد غير واقعية**: رغم قوة السرد، إلا أن بعض المشاهد التي تناولت تجارب فيليب الطبية جاءت غير منطقية من ناحية ردة الفعل. فبعض الشخصيات كانت تتفاعل بشكل بارد مع أحداث مرعبة ومؤلمة، مما قد يضعف تأثير المشاهد على القارئ.
#### **الخاتمة**
تعتبر رواية **"التابوت"** تجربة أدبية ثرية وفريدة، مليئة بالتشويق والغموض والرعب النفسي. استطاعت الكاتبة **شيماء بدران** أن تقدم عملًا يخلط بين عدة أنواع أدبية بشكل متميز، ورغم بعض الملاحظات البسيطة، إلا أن العمل بشكل عام يُعد إضافة قوية للأدب العربي الحديث. تعد الرواية مناسبة للقراء الذين يبحثون عن تجربة قراءة غير تقليدية تجمع بين الأدب النفسي والدرامي مع لمسات من الرعب والغموض، مما يجعلها عملًا جديرًا بالقراءة والمناقشة.