عنوان الكتاب يوحي بمحتواه و توجهاته في التركيز علي جوانب شائكة طوال عمر الإمبراطورية العثمانية.
كانت بداية الكتاب بالهجوم علي أصحاب التيار الإسلامي متهما إياهم بالإنحياز الأعمي للدولة العثمانية، و قد وقع الكاتب - في رأيي الشخصي- في فخ التعميم مبكرا بذلك الهجوم رغبة منه في التمهيد لنقد الحقبة العثمانية .
كذلك محاولته إيجاد روابط بين دور المماليك الترك في صراعات الدولة العباسية مع خواتيم الدولة الأموية من أجل تأسيس الدولة العثمانية لم تكن مقنعة بالقدر الكافي.
استعرض المؤلف مآخذه المتعددة علي بعض ظواهر الدولة العثمانية مثل قانون نامه، الجنود الإنكشارية، الصراع مع الدولة المملوكية، الصراع بالأندلس، السيطرة البحرية بالبحر المتوسط، الانحيازات في الصراع بين ملوك أوروبا، أزمات و صراعات العرقيات المختلفة و أبرزها و أشهرها الأرمن،إعلان الخلافة، إذكاء القومية التركية"التتريك"....
كذلك الكثير من فصول الكتاب تتناول مساوئ الحكم العثماني لمصر و آثاره المتعددة مقارنة بالحكم المملوكي باعتباره الحقبة السابقة للعثمانيين، و ذلك علي الرغم من إمتداد نفوذ المماليك طوال الحكم العثماني لمصر.
أتفهم إنحياز الكاتب ل محمد علي كمؤسس للدولة المصرية المستقلة عن الإمبراطورية العثمانية و الدفاع عنه أمام هجوم و نقد الآخرين ، لكن ما لم أتفهمه هو إنحيازة لحروب محمد علي التوسعية المختلفة كحربه على الدولة السعودية الأولي- بتكليف عثماني- و التي سيطرت علي الجزيرة العربية في محاولة منها لتقليص النفوذ البريطاني بالخليج العربي و البحر الأحمر.
و حربه باليونان- بتكليف عثماني- و التي راح فيها الأسطول البحري المصري.
أو حتي حربه و توسعه بالشام تحت ستار إستعادة الأسر المصرية الهاربة من التجنيد الإجباري!
يشوب النقد و الهجوم خلوه من وثيقة المصدر أو أصل النص ليعطى القاريء فرصة التحليل الشخصي من أجل الإقتناع بوجهة نظر الكاتب. حيث ينحاز الكاتب للاراء التي هاجمت الإمبراطورية العثمانية سواء من المستشرقين أو المؤرخين العرب أو الأتراك ، و هو إتجاه لم أعهده في كتابات المؤلف التاريخية السابقة عند استعراضة لحقبات مختلفة مثل كتبه دم المماليك و دم الخلفاء أو أيام من دم.
كذلك، كون الكتاب في الأصل سلسلة مقالات منفصلة أفقده جانب كبير من التسلسل التاريخي للأحداث و التي تتكرر في مواضع مختلفة من الكتاب، بالإضافة إلي هجومه المتواصل علي من أسماهم بالعثمانيون الجدد و كتاب -:الدولة العثمانية ل علي الصلابي - فبدا التأريخ و السرد للأحداث كأنه هامشيا و الغرض منه النقد الشخصي أو الإنتصار لمنهج ذم الدولة العثمانية مقابل المدح من الجانب الآخر.
الكتاب في المجمل وجهة نظر الكاتب الشخصية و إنحيازاته كما أوضح بنفسه، و التي أفتقدت فيها-شخصيا- كثير من ادوات التوثيق و التحقيق للأحداث و التي تؤدي دورا رئيسيا في الإقتناع بهذه الرؤيه.