العمل. الشيء الآخر
الكاتب. غسان كنفاني.
الصفحات.148.
الفئة. أدب جريمة.
اللغة. العربية الفصحي سردًا وحوارًا.
التقييم.5/5.
دار النشر. إبهار للنشر والتوزيع.
الزمان.
المكان.
الغلاف. مروة صلاح، يحمل صورة غسان كنفاني.
السرد والحوار. اعتمد غسان كنفاني في سرد هذه الرواية علي أسلوب الاستفهام، فصاغ أغلب عبارات السرد في صورة استفهام حائر، حول مقتلي ليلي حايك، فهو عالق في المنتصف بين السرد الذي يظهر لنا الحقيقة وبين ما لا يعرفون الحقيقة، فعليه أن يختار بين الحقيقة ليحصل علي البراءة وبين الصمت ليمنع الفضيحة. الحوار باللغة العربية الفصحي وبأسلوب كنفاني المتميز.
الفكرة/ القضايا التي يتضمنها العمل. حينما تضع في المنتصف بين الحقيقة التي تنجيك من الموت، لكن يترتب عليها فضيحة وخسران عائلتك وشهرتك في مجال عملك ومركزك الاجتماعي المرموق، فماذا ستختار حينها؟ هل ستختار الموت عن الفضيحة؟ أم وصمة العار مع البراءة؟
البداية. بداية العمل التي استهل بها الكاتب حياة أسرية عادية، فقد ساقته الأقدار إلي معرفة ليلي حايك وزوجها، ليكون مسئول عن قضيتها وميراثها ومساعدتهم للحصول علي حقوقهم.
الحبكة. تصل الأحداث لذروتها بعد مقتل ليلي حايك، تتعقد وتنعقد خيوط الجريمة حول البطل، الذي وقع في براثن شهوته، ولم يقتل، لكن كل الأدلة ضده، والدليل الذي يمكنه أن يبرئ به نفسه هو نفسه الذي يدمر كل ما بناه من اسم له في مجال عمله، كذلك هيهدم أسرته، لأن اعترافه بوجود في منزلها للخيانة وليس للقتل سيدمر حياه علي بكرة أبيها.
النهاية. وبالنهاية يختار الكاتب الصمت عن وصمة العار التي قد تنجم عن اعترافه بالخيانة، فيختار أن يصمت فلا الحقيقة تنجيه دون عار ولا الصمت يمكنه أن يجلب له البراءة بعد تعقد مختلف الأدلة ضده.
عن العمل.
السرد المتميز وقوة اللغة والحوار والأحداث.
الغلاف ملائم للعمل.
تجسيد الكاتب الكثير من المشاهد بالعمل.
رسم الشخصيات بدقة عالية والحبكة القوية للعمل.
قوة الفكر حيث وضعنا الكاتب في صراع مع المبادئ والحقيقة والجريمة.
اقتباسات راقت لي.
أن هذه الأمور شديدة التعقيد حين نقولها، ولكن حين تمارسها الأحداث معنا تصبح غير ذلك.
إن قليلًا من الذين لم يسجنوا، لسبب أو لآخر، يعرفون أن تقدير الإنسان للوقت وإحساسه بالزمن لا يتوقفان علي الساعة ولكن علي الضوء أيضا، وعلي الحركة، وعلي المواعيد، وعلي نظامه الخاص في تناول وقعاته والذهاب إلي سريره، وحين ينفرد بالساعة فقط يشعر أنه، بشكل ما، مخدوع.
إن القواعد الجديدة لا تكتشف إلا بالخروج عن القواعد القديمة.
واكتشفت في لحظة واحدة أن كل العالم الذي بنيته في رأسي هو وهم محض.
إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه، أكثر عمقا وأكثر لياقة بكرامة الإنسان.
إنني لا أؤمن بأنني أتلقي الآن عقابي علي ذلك الحادث...كلا حياتنا ليست مرتبة علي هذه الصورة.
كانت الحقيقة وراء مشاعري المغلوطة هي أن القصة الحقيقية التي حدثت باتت غير مهمة، وأننا كنا ندخل في عالم شفاف، مزيف، كان لا يعني أي واحد منا.
فالزمن وحده هو الذي سيكشف للإنسان المعزول بين جدران أربعة أن تلك القيم إنما هي في الواقع لعبة اخترعناها نحن لنعبر شوطنا دونما ملل كبير.
وبدا لي أن كل شيء تبقي من هذا العالم آخذ في الابتعاد عني للمرة الأخيرة.
لقد كنا نتبادل، صامتين، عملة عجيبة اسمها التواطؤ، دون أن نتفق علي ذلك، وكان كل ما حدث بيننا أمرا يخصنا وحدنا.
لم يكن يتخيل أي منا أنها ستصل إلي ذلك الحد، واذا ما بذل أيه محاولة للعودة إلي نقطة البدء فقد كان يدرك أنه قد يقع في مكاني، إن زحزحة صغيرة للأسس التي افترضها الاتهام ووافقه عليها الدفاع من حيث لا يدري ستغير أمكنتنا، وستضعه هو بين فكي تلك المصادفة الرهيبة.
إننا نحمل، كل علي طرف، قناعة كاملة ببراءة الآخر.. وكان لابد لواحد منا علي الأقل، هو ذاك الذي لا سبيل إلي التقليل من الأدلة ضده، أن يدفع الثمن.
فإذا كنت أنا قد مضيت بصمت فالذي تبقي مني هو أنت.
إني شديد التعاسة لأني تركت لك، أمام الناس، ميراثا قذرا ولم أكتب هذه الأوراق إلا لأجعل تعاستك أقل، وأعطيك حريتك الكاملة في أن تقرري الميراث، الذي تريدينه مني.
والأيام إنما هي غبار تترسب ذراته الناعمة فوق ذاكراتنا.
وأن تستطيع رحلة الصمت عبور تلك الخطوات الرهيبة إلي الموت.