ان القواعد الجديدة لا تكتشف الا بالخروج عن القواعد القديمة
الشئ الآخر "من قتل ليلى الحايك؟"
نبذة عن الرواية
نشرت رواية "الشيء الآخر" للمرة الاولى في مجلة "الحوادث" الأسبوعية التي كانت تصدر في بيروت، على تسع حلقات متتالية ابتداءً من يوم الجمعة 25 حزيران 1966 تحت عنوان "من قتل ليلى الحايك". ولم يقم كنفاني بإعادة نشر الرواية في كتاب مستقل، ربما بسبب تغيّر الظروف السياسية بعد حرب حزيران 1967. ورواية "الشيء الآخر" هي نسيج قصصي لم نألفه في نتاج كنفاني السابق أو اللاحق. فهو يكتب عملاً بوليسياً أو شبه بوليسي، ويحيل الحبكة القصصية إلى لحظات من التوتر لمعرفة القاتل، ومعرفة الظروف المحيطة بالجريمة اsلتي أودت بليلى الحايك.عن الطبعة
- نشر سنة 2013
- 156 صفحة
- [ردمك 13] 9789963610884
- منشورات الرمال
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
ولاء ابو حامد
من إحدى غرائب الكنفاني أن النهايات تبكيك ولا تروق لك ولكن في النهاية تشعر أنها النهاية الأمثل والأجدر التي ينبغي أن تكون عليه الرواية ، وتكمن العبقرية في هذه الرواية تحديدآ أن الأمور نفسها تم التعاطي معها لأمرين مختلفين الأولى للإدانة والثانية للبراءة ، والصمت لا غير الصمت كان سيد الموقف والأفكار والإعدام ، الصمت حينما يفقد الكلام قيمته أو غير من الواقع أي شيء
-
آيه علي
إستطاع الهروب من الجريمة الأولى أمام المحكمة المصغرة، رغم ارتكابه الجريمة. لكنه لم يستطع الهروب من المحكمة الكبرى، رغم عدم إرتكابه الجريمة.
وضعنا كنفاني أمام أسئلة فلسفية تحتاج إلى دخولنا زنزانة مماثلة لزنزانة صالح حتي نستطيع الإجابة عليها....ما هي الجريمة، العدالة والسلوك الذاتي، ما هو الواقع والمعقول ؟
-
امتياز النحال زعرب
ليس بالضرورة أن تكون الحقيقة معقولة ومنطقية وليس من الضروري أيضًا أن تكون الأشياء المختلقة غير معقولة ولا منطقية وهذا ما حدث في هذه الرواية التي كتبها غسان كنفاني والتي تختلف اختلافًا كليًا عن طبيعة كتاباته المنغمسة حتى النخاع بالقضية الفلسطينية ، فلقد جاءت الرواية اجتماعية بوليسية لم تحدد لها وطنًا ولا بلدًا وأن كنتُ أميل أكثر لكونها قد حدثت في لبنان.
هذه الرواية تشبه لحد كبير رواية " الغريب " لألبير كامو من حيث العبث وجو المحاكمة وصمت المتهم وعدم دفاعه عن نفسه لاعتقاده بعدم جدوى ذلك ، وانتهاء الروايتين نهاية مفتوحة ، فلا علمنا ، هنا ، هل تم تنفيذ حكم الإعدام في حق المتهم ولا من هو القاتل وإن كنت اشك بأنه سعيد الحايك زوج الضحية.
كيف تتضافر كل الصدف لتصنع من إنسان بريء مجرمًا ، وكيف يعجز هذا الإنسان عن الدفاع عن نفسه ويسمح للآخرين بأن يتحكموا في رأسه ومصير ذلك الرأس.
ما هذا الشيء الآخر " المجهول " الذي تحدث عنه البطل والذي يعتقد بأنه يقف موقف الفاعل ، أو من يدبر الصدف ويحيكها ، أو يتحكم بمصيره ومصير غيره ؟! أخشى ما أخشاه بأني اعرف ماهية هذا الشيء !؟
الرواية جميلة وممتعة وبها لمحات من الفلسفة حول مفهوم الحب والزمن والحياة نفسها ، وإن كنتُ أتمنى أن يريحني غسان من النهاية المفتوحة لروايته حتى يتوقف عقلي عن التفكير في مصير المتهم وماهية القاتل الحقيقي.
اعتقد بأنه لو كُتِبَ لغسان الحياة أكثر مما عاش ، لكان ترك بصمة أكبر على الأدب الفلسطيني والعربي ، ولأصبح قامة كبيرة من قامات الأدب وربما خرج بالأدب الفلسطيني من دائرة الأدب المُسيس أو المؤطر لفضاء أكثر اتساعًا ، لكن أمثاله كُتِبَ عليهم الموت في عز الشباب لتبقى صورتهم وذكراهم شابة مهما مضى من الزمن ، فأمثاله لا يشيخون أبدًا ، ونهاية دراماتيكية كنهايته تلك هي التي تليق به ويستحقها عن جدارة ليبقى مغروسًا في الذاكرة الجماعية الفلسطينية للأبد.
-
Mohammad Hakam
رواية السهل الممتنع التي تجعل القارئ يسير بسلاسة بين السطور و الاحداث ليصطدم بجدار من الافكار العميقة عن حياة البشر و التي تجعل منا نسرح في بعض المفاهيم التي كنا نعرف معانيها لنعيد تعريفها مرة اخر .
الصدفة .....هل هي موجودة ام كل شئ مخطط في هذا العالم
الصمت امام الموت ....شجاعة ام استسلام
الحقيقة و الواقع .....من هو الاهم
الحب والخيانة ......هل الخيانة تحي الحب من جديد
القانون و المنطق ....هل طريقة عمل القانون منطقية ام انتقامية
كل تلك الامور واكثر تساغ في سياق ادبي روائي رائع من غسان كنفاني يجعل القارئ يسير بتلهف في اروقة المحكمة و يسمع مرافعات المحامي يدافع عن صالح و الادعاء يرمي بكل ادلته ليثبت ادانة صالح وزوجته التي بكت اكثر من ما تكلمت على منصة الشهود وهي معذورة لانها مفجعوة بزوجها المتهم بقتل صديقتها ليلى الحايك وترى سعيد الحايك زوج الضحية يقف هناك يحاول تبرئ صالح لكن بلا اي امل .
شخصيات الرواية جميلة وفيها نبل ووقار وحتى الفاحشة تتسم بنوع من المغامرة وليست العادة .
انصح بها مع كوب كبير من القهوة
-
Aya M Bayuomi
1 فبراير 2016
الكلام اللي انت بتقوله ده كبير، يصعب على أمثالي فهمه
إليكم اخوة الدماغ وعشاق القراءة رحلة ضحية من ضحايا منظومة التعليم المصرية مع اكتر كتب غسان كنفاني اختلافاً عن باقي كتب غسان كنفاني
وهاختصرلكم الرحلة في اللي فهمته
العدالة، القانون، المنطق، الحقيقة، الواقع
قيم انسانية لا يختلف على تعريفها اتنين وعلى الرغم من ذلك نظرة كل واحد فينا ليها مختلفة، وده سبب الملاحم الأغريقية اللي بتحصل في المحاكم من ساعة مالبشر عرفوا المحاكم
احنا هنا قدام مأساة من المآسي دي بتظهرلك التباين في وجهات النظر الإنسانية للقيم الإنسانية خلال محاكمة على جريمة قتل
لما نقول الكلام ده عادي بيقى نسيباً بسيط ومفهوم لكن لما نحطه في سياق عمل أدبي بيتكلم بيحكي قصة ممكن جدا تحصل في الواقع هنا الأمور ممكن تتلخبط
الرواية متميزة جدا واعتقد اني هحتاج اقراها تاني عشان أفهمها
-
ameera anan
review على الرغم من عدم انجذابي للقصص البوليسية لكنها رواية شيقة وممتعة في كل تفاصيلها
كنت أحيانا أغضب وأنا أقرأها بسبب صمت صالح وكنت على أمل بأن ينطق و لو بكلمة لكنه بصمته ترك المحكمة والعدالة في موقف محرج كما قال غسان كنفاني في الرواية
حتى أنني حبكت بعض الأحداث في مخيلتي وكأنني المحام فقط لأخرج صالح من تهمة لم يرتكبها
على الرغم من ارتكابه تهمة الخيانة و عالجها بحجة غير مقنعة
شعرت بالملل أحيانا وأنا أقرأ تفاصيل التفاصيل
الأحداث كانت محبكة جدا والأسلوب والمرادفات قوية
هذه الرواية تشجعني للقراءة في القصص البوليسية
-
غسان القيسي
رواية قرأتها وانا في الطائرة بطريق عودتي بعد سنة غربة بالسعودية الى الاردن ......وبعد ان قرأت فيها اتباس اعجبنبي وقررت بعدها ان اطبقه في حياتي وكان له اثر كبير في نفسي...
"ان القواعد الجديدة لا تكتشف الا بالخروج عن القواعد القديمة"
-
أحمد فؤاد
من قتل ليلى الحايك؟ أهي الصُدفة؟
لماذا صمت صالح؟ لإذعانه للقدر؟
من بطل القصة؟ ليلى؟ صالح؟ سعيد؟ العبث؟ العدمية؟
<مرحبًا بكم في رواية رمزية بامتياز بنكهة ألبرتو كامو.
تنويه... المراجعة طويلة، وهي متاحة بالصور والاقتباسات بشكل مُنسّق على موقع عالم موازٍ، وهذا رابط المُراجعة
****
انتابني شعورًا قويًا وأنا أقرأ رواية الشيء الآخر- من قتل ليلى الحايك للكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني؛ لأنني بشكل أو بآخر رأيت الأحداث بعيون بطل رواية الغريب لألبرتو كامو. وأنا هُنا لا أشير إلى وجود اقتباس أو سرقة أو شيء من هذا القبيل، أنا فقط أوضّح التأثّر، وللأمانة أن غسّان قدّم فكرته بشكل أفضل بكثير.
يقول ألبرتو كامو في روايته الشهيرة الغريب
"إن الانسان يجد متعة حينما يستمع إلى الناس وهم يتحدثون عنه، حتى إن كان يجلس على مقاعد المتهمين"
"ومهما يكن من أمرٍ، فنحن دائمًا مخطئون بعض الشيء."
"إننا دائما ما نكوّن صوراً مبالغاً فيها عما نجهله من اشياء"
من قرأ الرواية سيلاحظ أن أول اقتباس من الاقتباسات السابقة تصف حالتنا كقُرّاء أثناء قراءتنا لرواية من قتل ليلى الحايك. بينما الاقتباسين الآخرين هي حالة وصفية لأحداث الرواية!
يقول غسان كنفاني في روايته:
"من نحن أيها السادة ؟ ماذا نفعل ؟ ماذا نريد ؟ لماذا نحن ؟"
إنها نفس الأسئلة القديمة الذي لم يجد الفلاسفة لها إجابات شافية، وكأن إجاباتها تتحدى وجود الانسان ذاته، تُشعره بعجزه، وتُقزّم محاولاته الحثيثة لأخذ حجم أكبر من حجمه الحقيقي في هذه الدنيا. لكن البشر يستمرون في طرح الأسئلة في ثقة عجيبة بأن الجواب سيأتي على أيدي بني آدم في يوم ما. وحدهم الحُكماء هم من أدركوا أن التسليم هو مآل الجميع شاءوا أم أبوا!
يعترف الكاتب في صفحته الأولى من الرواية:
"كانت القضية كلها، قبل أن يكتشفها القضاء، وبعد أن أصدر حكمه فيها، فوق قدراتنا جميعًا ووراء منطقنا، ولذلك ارتضيت كل دقائقها صامتًا كما تعلمون."
في الصفحة الثالثة يعلنها الكاتب مُصارحًا القارئ:
"ببساطة... شيء آخر قتل ليلى الحايك، شيء لم يعرفه القانون ولا يريد أن يعرفه. شيء موجود فينا، فيكِ أنتِ، فيّ أنا، في زوجها، وفي كل شيء أحاط بنا جميعًا منذ مولدنا... لقد صمتُ حين اكتشفت الحقيقة فجأة ووجدت نفسي في الفخ، ولذلك قررت أن أصمت، وأن أترك كل شيء يأخذ مجراه الذي سار فيه دون إرادتنا وسيظل يسير فيه بصرف النظر عن إرادتنا!"
يخبرنا صالح بقناعته التي خلص إليها بعد تفكير عميق قضاه في البحث والتحليل، ويطلب من ضمائرنا أن تستمع وتفهم وتعقل، قبل أن تصدر حكمها النهائي عليه. فتُرى هل تستطيع ضمائرنا الحكم على صالح؟
إن السؤال البديهي هو "ما هي الجريمة التي سنبتّ فيها؟" لهذا فقد استبقنا الكاتب بقوله:
"إن الجريمة بالنسبة للقضاء هي قصة مُسطّحة، فيما هي في الحقيقة قصة ذات ثلاثة أبعاد، مثل كل شيء في هذه الحياة. إنها مجرد حلقة واحدة من قصة لا يمكن تمزيقها."
نتورط في رمزيات غسّان كنفاني الذي يسحبنا بدهاء إلى مستنقع من الرمال المُتحرّكة نغرق فيه مع كل محاولة للإجابة عن فك هذه الرمزيات، تلسعنا كلماته العارية عندما نراجع عشرات المواقف التي مررنا بها سابقًا، ونكتشف أن ذاك الصواب الذي قررناه حينذاك لم يعد بذات البياض الناصع الذي ظنناه، وأن المنطقي والواقعي ليس دليلًا على أنه الحقيقة!
إن العدالة صفة إلهية، أما على الأرض فالعدالة مفهوم وهمي لأنها تُنفذّ على يد الانسان، على يد من لا يعرف الحقيقة الكاملة مهما اعتقد هو ذلك.
"هل ترغب أن تقول الحق، كل الحق ولا شيء غير الحق؟
وأجبت -في أعماقي- من الذي يعرف الحق كل الحق ولا شيء غير الحق؟ أنا نفسي لا أعرف حتى حصتي من الحق، فكيف أستطيع أن أعرفه كله"
"فما هي الحقيقة أيها السادة؟ هل هي مجموعة براهين؟ هل هي مسألة حسابية؟ إن القانون لا يعترف بالنيّة، إلا حين يفترضها هو، وهو لا يفترضها إلا على ضوء سلسلة من البراهين، ولكن إلى أي حد توجد علاقة بين البراهين والنيّة؟ بل إلى أي حد تكون البراهين حقيقية؟"
"إن القانون لا يقبل أن يقوم رجل غاضب بارتكاب جريمة، ولكنه كي يعاقبه: يقتله، وكأنه هو ذاته هذا القانون رجل غاضب!"
إن المسألة كلها هي مباراة في البراعة، وأن براءتي تتوقف على أن يكون محاميّ أبرع من الاتهام بغض النظر عن الحقيقة؟"
"ما هو الواقع أيها السادة؟ إنه -في اعتباركم- المعقول والمنطقي، ولكن كم من الأحداث الواقعية بين معقول ومنطقي؟ وما هي العلاقة بين الواقع والمعقول؟ هل الحرب مثلًا واقعية أم معقولة؟... أترون؛ إننا نلعب على بعضنا، إننا نزوّر العالم كي نفهمه. يا للتعاسة."
صراع الكاتب غسّان كنفاني يتضّح في هذه الرواية بشكل عجيب، يصرخ -ويا للغرابة- في كل الرمزية التي تقطر من الرواية. رأيت في الرواية روح غسّان المُعذّبة التي تسرّبت إلى كلماته في محاولة للخلاص، تُرى هل كان يسكب آلامه فقط؟ أم أنها كان يحاول أن يُبرر لنفسه بعض من أخطائه؟ أم أنه كان يواسي نفسه لشعور مُفاجئ بالضعف أمام قوة مجهولة شعر أمامها بالعجز، هذا ما شعرت به في قوله في الرواية:
"إنني لا أدّعي الشجاعة، ولكنني أعترف بالعجز."
الصُدفة...
في رأيي... ليست هناك مصادفات في الحياة... القدر لوحة متكاملة التفاصيل لدرجة تعجز فيه عقولنا عن إدراكها. أتذكر اقتباس الكاتب البرتغالي أفونسو كروش في روايته دمية كوكوتشا
"ستواجهها بعض مصاعب في هضم كثير من المصادفات، لكن الحياة عبارة عن عقدة متشابكة من الخيوط أغلبُها غير مريّئ، لذلك لا نقدر أن نعرف كيف تشابك بعضها مع بعض. لكنّ كلّ شيء ملموس، فالأحداث كُلّها يرتبط بعضها ببعض بهذه الخطوط. وعندما أروي هذه الحكاية فإن ما أفعله هو أنّي أُبرز ما أراه واضحًا وأعتبره ذا صلة بالموضوع. أترك الكثير من الأشياء الأخرى التي لا أعتبرها مهمة والكثير من الأشياء الأخرى التي لا صلة لها بالموضوع وغير المرئية بالنسبة لي. لهذا السبب تُشبه هذه القصص، قصص الحياة، معجزات القدر الكبيرة، لأننا نُنقّيها من كل ما هو غير مهم ولا يضيف لنا شيئًا، إننا نبرز ما هو جوهري ليس أكثر."
صدفة لقاء غادة السمّان حاضرة بكل قوة في كل محاولة للتفكير. إن محاولة التبرير لحبّ موازٍ يعيد إليه ما افتقده من بريق كي يعود وهج حبه الأول، ليس إلا محاكاة لم مرّ به غسّان كنفاني في حياته. عذابه المستمر بين تجاهل غادة وبين عجزه التام في التخلص من حبها؛ كَسَره، حَطّمه وبكل وضوح، وهو الذي عبّر عن ذلك في كتاب "رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان"
غادة.. يقولونَ إنّ علاقتنا هي علاقة من طرف واحد، وإنّني ساقطٌ في الخيبة، قيلَ إنّني سأتعبُ ذاتَ يوم من لعقِ حذائك البعيد.. يُقال إنّك لا تكترثينَ بي، وإنّكِ حاولتِ أن تتخلّصي منّي، ولكنّني كنتُ مِلْحاحاً كالعَلَق.. يشفقونَ عليّ أمامي، ويسخرونَ منّي ورائي، ويقرأونَ لي كما يقرأونَ نماذجَ للشاعر المجنون.
"كُفي عن تعذيبي فلا أنا ولا أنتِ نستحق أن نُسحق على هذه الصورة ، أما أنا فقد أذلني الهروب بما فيه الكفاية ولست أريد ولا أقبل الهروب بعد ، سأظل ولو وُضع أطلس الكون على كتفيّ وراءكِ ومعكِ .. أعطيكِ العالم لو أعطيتني منه قبولكِ بي ، فأنا أيتها الشقية أعرف أنني أحبك وأعرف أنني إذا فقدتك فقد فقدت أثمن ما لديّ ، وإلى الأبد."
"أنتِ في جلدي وأحسُّك مثلما أحسُّ فلسطين، ضياعهما كارثة بلا أي بديل!"
ما يجعلني أرجّح هذه الافتراضية هو عدم نشر غسّان كنفاني هذه الرواية إطلاقًا رغم مرور ستة سنوات عليها حتى يوم وفاته. لم يُفكّر أبدًا في نشرها واكتفى بها حبيسة في صفحات الحوادث بعيدة عن الأعين، وكأنها كانت نزوة كتابية مارس فيها طقوس نزوته على الأوراق المجهولة نسبيًا مقارنة بالكتب المنشورة الأدبية الأخرى له، وكأنه اعتراف ضمني بإنكاره وحرجه منها وكأنه وصمة لا يريد التحدث عنها
إن الشيء الآخر الذي أوقع بصالح في الرواية هو نفس الشيء الذي أوقع بغسّان كنفاني في الحقيقة، إنه القدر. لقد ماتت ليلى الحايك لكنها ظلت في خيال صالح، أحاول غسّان قتل غادة في عقله؟ من الممكن أن نستنبط ذلك رغم أننا لا نستطيع الجزم بذلك، لكن التاريخ يخدعنا بأن غسّان مات أول مرة عندما اغتاله الموساد الإسرائيلي، فقد قتلت غادة قلب غسّان من قبلها، وإن كان قد قُدّر له العيش لاحقًا لكان مات مرة ثالثة عندما نشرت هي رسائله إليها في كتابها الشهير.
هي مجرد محاولة للفهم، لكن الحقيقة فهي كما قال غسّان... من يعرف الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق؟!
تصنيف قتل الرواية
صنّف الناشر الرواية أنها رواية بوليسية، وللأسف الشديد فبسبب محدودية التصنيفات في أدبنا العربي فقد استقبلها القراء كونها عملًا بوليسيًا تقليديًا في أدب الجريمة على غرار روايات أجاثا كريستي على سبيل المثال، مما سبّب إحباطًا لدى القارئ الذي شعر أنه تعرّض لخدعة تسويقية. وأعتقد أن الناشر صنّفها بهذا التصنيف كون الرواية نُشرت في عام 1966 كتسع حلقات متتالية في مجلة "الحوادث" الأسبوعية والتي كانت تُنشر في بيروت، ولم يقم غسّان بنشرها كرواية بشكل مستقل حتى تاريخ وفاته عام 1972.
وأرى أن الرواية كانت أقرب لتصنيف أدب المحاكم أو أدب الدراما القانونية، والتي يشتهر بها الكاتب الروائي الشهير جون جريشام.
هويّة القاتل...
من سيغرق في بحر التساؤلات الرمزية التي صعقنا بها غسّان كنفاني في الرواية، لن يُفكّر في هويّة القاتل، فأنت يُمكنك أن تُشارك المحامين والقاضي في غزل نسيج مُحكم من براهينك الخاصة، كما يمكنك أن تختار خلال رحلة القراءة المتهم المُفضّل لك. والعجيب بالفعل أنك تكتشف أن رغم وجود البراهين والحقائق ووضوحها، إلا أنها تصير مموهة بشكل مرعب حسب هويّة المتهم الذي تختاره والسيناريو الذي تضعه بنفسك. عندها فقط قد تدرك لماذا صمت صالح!
رواية الشيء الآخر – من قتل ليلى الحايك، رواية رمزية جدًا تدور أحداثها في قاعة المحكمة. رواية بلُغة ساحرة مثلما عودّنا غسان كنفاني، لكنها لاذعة جدًا صادمة جدًا مُزعجة جدًا، إلا على من لم يقترفوا خطايا في حياتهم!
تقييمي النهائي
3 من 5
أحمد فؤاد
27 حزيران يونيو 2020
-
Riham Ahmed
العمل. الشيء الآخر
الكاتب. غسان كنفاني.
الصفحات.148.
الفئة. أدب جريمة.
اللغة. العربية الفصحي سردًا وحوارًا.
التقييم.5/5.
دار النشر. إبهار للنشر والتوزيع.
الزمان.
المكان.
الغلاف. مروة صلاح، يحمل صورة غسان كنفاني.
السرد والحوار. اعتمد غسان كنفاني في سرد هذه الرواية علي أسلوب الاستفهام، فصاغ أغلب عبارات السرد في صورة استفهام حائر، حول مقتلي ليلي حايك، فهو عالق في المنتصف بين السرد الذي يظهر لنا الحقيقة وبين ما لا يعرفون الحقيقة، فعليه أن يختار بين الحقيقة ليحصل علي البراءة وبين الصمت ليمنع الفضيحة. الحوار باللغة العربية الفصحي وبأسلوب كنفاني المتميز.
الفكرة/ القضايا التي يتضمنها العمل. حينما تضع في المنتصف بين الحقيقة التي تنجيك من الموت، لكن يترتب عليها فضيحة وخسران عائلتك وشهرتك في مجال عملك ومركزك الاجتماعي المرموق، فماذا ستختار حينها؟ هل ستختار الموت عن الفضيحة؟ أم وصمة العار مع البراءة؟
البداية. بداية العمل التي استهل بها الكاتب حياة أسرية عادية، فقد ساقته الأقدار إلي معرفة ليلي حايك وزوجها، ليكون مسئول عن قضيتها وميراثها ومساعدتهم للحصول علي حقوقهم.
الحبكة. تصل الأحداث لذروتها بعد مقتل ليلي حايك، تتعقد وتنعقد خيوط الجريمة حول البطل، الذي وقع في براثن شهوته، ولم يقتل، لكن كل الأدلة ضده، والدليل الذي يمكنه أن يبرئ به نفسه هو نفسه الذي يدمر كل ما بناه من اسم له في مجال عمله، كذلك هيهدم أسرته، لأن اعترافه بوجود في منزلها للخيانة وليس للقتل سيدمر حياه علي بكرة أبيها.
النهاية. وبالنهاية يختار الكاتب الصمت عن وصمة العار التي قد تنجم عن اعترافه بالخيانة، فيختار أن يصمت فلا الحقيقة تنجيه دون عار ولا الصمت يمكنه أن يجلب له البراءة بعد تعقد مختلف الأدلة ضده.
عن العمل.
السرد المتميز وقوة اللغة والحوار والأحداث.
الغلاف ملائم للعمل.
تجسيد الكاتب الكثير من المشاهد بالعمل.
رسم الشخصيات بدقة عالية والحبكة القوية للعمل.
قوة الفكر حيث وضعنا الكاتب في صراع مع المبادئ والحقيقة والجريمة.
اقتباسات راقت لي.
أن هذه الأمور شديدة التعقيد حين نقولها، ولكن حين تمارسها الأحداث معنا تصبح غير ذلك.
إن قليلًا من الذين لم يسجنوا، لسبب أو لآخر، يعرفون أن تقدير الإنسان للوقت وإحساسه بالزمن لا يتوقفان علي الساعة ولكن علي الضوء أيضا، وعلي الحركة، وعلي المواعيد، وعلي نظامه الخاص في تناول وقعاته والذهاب إلي سريره، وحين ينفرد بالساعة فقط يشعر أنه، بشكل ما، مخدوع.
إن القواعد الجديدة لا تكتشف إلا بالخروج عن القواعد القديمة.
واكتشفت في لحظة واحدة أن كل العالم الذي بنيته في رأسي هو وهم محض.
إن الصمت هو صراخ من النوع نفسه، أكثر عمقا وأكثر لياقة بكرامة الإنسان.
إنني لا أؤمن بأنني أتلقي الآن عقابي علي ذلك الحادث...كلا حياتنا ليست مرتبة علي هذه الصورة.
كانت الحقيقة وراء مشاعري المغلوطة هي أن القصة الحقيقية التي حدثت باتت غير مهمة، وأننا كنا ندخل في عالم شفاف، مزيف، كان لا يعني أي واحد منا.
فالزمن وحده هو الذي سيكشف للإنسان المعزول بين جدران أربعة أن تلك القيم إنما هي في الواقع لعبة اخترعناها نحن لنعبر شوطنا دونما ملل كبير.
وبدا لي أن كل شيء تبقي من هذا العالم آخذ في الابتعاد عني للمرة الأخيرة.
لقد كنا نتبادل، صامتين، عملة عجيبة اسمها التواطؤ، دون أن نتفق علي ذلك، وكان كل ما حدث بيننا أمرا يخصنا وحدنا.
لم يكن يتخيل أي منا أنها ستصل إلي ذلك الحد، واذا ما بذل أيه محاولة للعودة إلي نقطة البدء فقد كان يدرك أنه قد يقع في مكاني، إن زحزحة صغيرة للأسس التي افترضها الاتهام ووافقه عليها الدفاع من حيث لا يدري ستغير أمكنتنا، وستضعه هو بين فكي تلك المصادفة الرهيبة.
إننا نحمل، كل علي طرف، قناعة كاملة ببراءة الآخر.. وكان لابد لواحد منا علي الأقل، هو ذاك الذي لا سبيل إلي التقليل من الأدلة ضده، أن يدفع الثمن.
فإذا كنت أنا قد مضيت بصمت فالذي تبقي مني هو أنت.
إني شديد التعاسة لأني تركت لك، أمام الناس، ميراثا قذرا ولم أكتب هذه الأوراق إلا لأجعل تعاستك أقل، وأعطيك حريتك الكاملة في أن تقرري الميراث، الذي تريدينه مني.
والأيام إنما هي غبار تترسب ذراته الناعمة فوق ذاكراتنا.
وأن تستطيع رحلة الصمت عبور تلك الخطوات الرهيبة إلي الموت.
-
ثناء الخواجا (kofiia)
تعتبر رواية " الشيء الآخر " خارجة عن النمط المعتاد الذي سلكهُ كنفاني في كتاباته. فهي ليست مأساة وطنية أو رواية تتعلق بالقضية الفلسطينية. إنما هي خارج ذلك النطاق؛ رواية بولوسية تحكي عن الشيء الآخر ، الذي استطاع أن يقتل ليلى الحايك ويبتعد دُون ترك أي أثر.
من قتل ليلى الحايك ؟
هي قصة مُدبرة. لعبت الصُدفة و" الحظ الضارب " دوراً كبيراً معَ القاتل كي يلتف حبل المشنقة حول شخصٍ آخر، فرضت اللعبَة عليهِ أن يظل مُكبلاً بالصمت، غير قادرٍ على أن يعي ما يحدُث أمامهُ. فلم يكُن مجال للشك أبداً في أنه القاتل؛ فكُل الأدلة تمحورت حوله.
أستطيع تقسيم الرواية لجُزأين. الجُزء المنقح والجزء الغير منقح – على اعتبار أن الرواية نُشرت بعد استشهاد كنفاني – فالجُزء الأول بدا حقيقاً، مشوقاً، مليئاً بالتفاصيل. بينما الجُزء الآخر تغير الأسلوب فيهِ بعض الشيء؛ صار مُملاً بشكل كبير وكثيرٌ من الأحداث كان من السهل اختصارها بسهولة. ويبدُو أن الجزء الثاني كان عبارة عن مسودة كتبها كنفاني ولم يستطع تنقيحها وعند النشر أرفقوها بالنص الأول.
كان في الرواية شيءٌ شبيه بغسان كثيراً. وربما اعتقدت لوهلَة أن غسان هو صالح. ربما يعود السبب لقدرة غسان على اكساب شخصياته الحياة، أو لسبب ما احتفظ به لنفسي.
****
-
Safaa Adnan
الروائي غسان كنفاني وروايته البوليسيّة المُمتعة ، الذي ترك لنا حريّة التخيّل وربط الأمور وترتيب الأحداث من وحي خيالنا لنصل إلى الشيء الآخر "من قتل ليلى الحايك" .
رواية جداً ممتعة ونهايتها المفتوحة جعلتني أفكّر لعدّة أعوام من بعد قرائتها ما هو الشيء الآخر ؟ وما هذه الصدفة التي أوقعت بالقبض على مظلوم بأدلّة حيوية ؟ ولم أتوصّل لنتيجة واحدة أو سبب واحد فقد تعددت الأسباب ووجهات النظر وزوايا التفكير والتعمّق ..
-
Ranad.rs173
غسان خرج من الإطار الوطني ، ناقش قضية إجتماعية بطرقية ركيكة ، لم ينجح في رسم عمق أبعاد الشخصية
اللغة المستخدمة كان على الأغلب سهلة وبعض الأحيان حينما كان المحامي صالح يتحدث مع نفسه تتحول اللغة إلى لغة عميقة و ثقيلة
-
مناف زيتون
بصراحة لا أعرف ما هو رأي في هذه الرواية، ولكن يبدو لي كما لو أن كنفاني اختيار بداية سرد متأخرة على القصة، كما لو كنا نقرأ ما حصل بعد حكاية مثيرة