🟨 مراجعة رواية بردية المهاجر
🟪 التصنيف : إجتماعية
🟧 الكاتبة :
🟦 الصفحات : 312 أبجد
🟩 الناشر :
🟦 سنة النشر: 2023
🟥 التقييم :⭐⭐⭐⭐
🛑تنقسم هذه المراجعة إلى:_
1️⃣ مقدمة عامة عن العمل والكاتبة .
2️⃣ مع الروايــــة وعنها وفيها .
3️⃣ اللغة والسرد والحوار .
4️⃣ الغلاف والعنـــوان .
5️⃣ أهم الممــيزات .
6️⃣ الملاحظـــات .
7️⃣ الاقتباسات .
📝مقدمة عامة عن العمل والكاتبة 📝
🛑 أولى قراءاتي للكاتبة ، والتى أثارت دهشتي وتساؤلي ، أين كان هذا القلم البديع من مكتبتي وقراءاتي ، وهنا الشكر لجروب فنجان قهوة وكتاب الذي يفتح الأعين دونا ، على أقلام مميزة ، تستحق القراءة والاحتفاء بها ..
🛑 "بردية المهاجر"للكاتبة دينا القمحاوي رواية بنكهة خاصة ، رواية تأخذك إلى عالمها طوعاً أو كرها ، فلا تلبث إلا وتجد نفسك حاضراً في مسرح تيد أكس تسمع إلى إيلينا التي بدورها تأخذك إلى عالمها ، الملئ بالتحديات والصعوبات والمغامرات ..
🛑 أغوص في الأعماق فأراني أعيش حالة البطلة فافرح إذ تفرح ، وأحزن لحزنها ، وأتألم لوجعها ، وأبكى لبكائها ، أسترجع الأحداث معها فيصيبني الألم والوهن والفتور ، بل أنزل منازل كل شخصية على نفسي ، وأنظر لردة فعلى تجاه الأحداث ..
🛑 عالم خاص ، ورحلة شاقة ، ودارما متقنة ، وحبكة محكمة ، وسرد ممتع ، وحوار مقنع ، ولغة رصينة ، ورسائل حصينة … جمعت بين الأضداد ببراعة متناهية ففيها الحب والكره ، الفرح والحزن ، السعادة والتعاسة ، الهجرة والإقامة ، العلم والجهل ، الأمانة والخيانة ، الطفولة والأمومة ، الصغر والكبر ، الاعتقاد والإلحاد ، القوة والوهن ، الذل والعز ، الندم والتشفي ، وكثير وكثير من المشاعر التى تم تصوريها بما يجب أن يكون.
📝 مع الرواية وعنها وفيها 📝
🛑 البداية المفاجئة: لقاء مع إيلينا
تستهل الكاتبة دينا القمحاوي روايتها *بردية المهاجر* بمشهد لافت، حيث تقف بطلة القصة إيلينا على مسرح *تيد إكس*، لتكشف للجمهور عن أسرار دفينة تم التكتم عليها طويلاً، والتي كانت لها القدرة على تغيير مجرى حياتها من هذه النقطة، تنطلق القصة في سرد جذاب ومؤثر، حيث نتعرف على حياتها التي مليئة بالمنعطفات والصراعات العاطفية
🛑 الطفولة المفقودة: الألم والصدمات
تعود إيلينا بذاكرتها إلى طفولتها، حيث كانت تعيش مع جديها. تجلت في تلك الفترة أهمية جدتها التي كانت تعالج بالأعشاب من خلال كتاب قديم يحتوي على وصفات علاجية تقليدية، وهو ما سيصبح جزءًا مهمًا في حياتها المستقبلية. لكن الطفولة لم تكن خالية من التساؤلات، إذ بدأت إيلينا تتساءل عن والديها، مما دفع الجدة إلى مرافقتها لرؤية والدتها فيرونيكا، التي كانت اللقاء معها مليئًا بالبرود وعدم الترحيب.
🛑 العلاقات العائلية المعقدة: تكرار الأخطاء
عندما تضطر الجدة لإخبار إيلينا بالحقيقة حول سبب ابتعاد والدتها، تظهر الرواية كيف تتكرر الأخطاء العائلية عبر الأجيال. لم تدرك إيلينا في تلك المرحلة أن جزءًا كبيرًا من حياة والدتها سينعكس عليها، مما يعمق الصراع الداخلي للشخصية ويمنح القارئ نظرة أعمق على تأثير العائلات والتجارب الماضية
🛑 الزواج والانفراج: بداية جديدة أم تكرار للألم؟
مع تقدم الزمن، تتزوج إيلينا ممن يحبها، وتنتقل للعيش مع عائلة جديدة تتقبلها وتدعمها. وفي المقابل، تتدهور حياة والدتها فيرونيكا، لكن الأقدار تجمعهما مجددًا عندما يلعب زوج إيلينا دور المنقذ لوالدتها وعائلتها، مما يفتح بابًا جديدًا للعلاقة بين الأم وابنتها، رغم المشاعر المعقدة التي لا تزال تطارد إيلينا.
🛑 العودة إلى الجذور: الحقيقة المؤلمة
في لحظة حاسمة، تضطر فيرونيكا إلى كشف الحقيقة لإيلينا، حيث تخبرها بأن والدها، فاروق أشرف، لم يكن مهاجرًا غير شرعيًا كما قيل لها، بل كان مصريًا مسلمًا هرب إلى البرازيل حفاظًا على حياته. من هنا تبدأ إيلينا رحلة بحث جديدة، هذه المرة للعودة إلى مصر واكتشاف جذورها الحقيقية، والتعرف على أخيها، مما يضعها في مواجهة مع ماضي والدها وحياته السابقة
🛑 التحديات النفسية: هل تجد إيلينا السلام؟
تتركنا الرواية أمام تساؤل: هل ستتمكن إيلينا من إيجاد الراحة بعد أن اكتشفت الحقيقة؟ هل ستتوقف عن دفع ثمن أخطاء الآخرين؟ هنا تكمن قوة الرواية، حيث تجعل القارئ يعيش معاناة البطلة ويشعر بالتوتر والصراع الداخلي الذي تعاني منه منذ طفولتها.
🛑 التأمل في مشاعر الغربة والرفض:
تمس قصة إيلينا القلب، فهي فتاة تعرضت للرفض من والدتها منذ صغرها، مما تركها تشعر بعدم الانتماء، كان أول حضن تتلقاه من والدتها عندما كانت في العاشرة، وترك هذا الرفض أثرًا عميقًا في نفسها، ما جعلها تشعر بأنها شخص غير مرغوب فيه وتتحول إلى فتاة منطوية تفقد القدرة على التفاعل مع محيطها
🛑 التناقضات في حياة إيلينا: بين الحب والرفض
حياة إيلينا مليئة بالتناقضات، خاصة فيما يتعلق بعلاقتها بوالدتها، الحب الطبيعي المتبادل بين الأم وابنتها تم محوه منذ طفولتها، حيث رفضت الأم رؤية ابنتها في البداية، ما دفع إيلينا فيما بعد لتجنب والدتها، فلا تتحدث عنها ولا تفكر فيها؛ لكن في المقابل، وجدت إيلينا الدعم العاطفي في مكان غير متوقع، من راهبات المدرسة التي التحقت بها، واللواتي ساعدنها على تجاوز مشاعر النقص والخوف التي لازمتها.
🛑 دروس الحياة: التسامح والقوة
من خلال تجربة إيلينا، تعلمنا أن القوة الحقيقية تأتي من التسامح، قدرتها على مسامحة من أساء إليها منحتها القوة للتقدم في حياتها، كما أن الرواية تسلط الضوء على أن الإنسان قد يُجبر على تحمل تبعات أخطاء الآخرين، وأن العادات والتقاليد ليست دائمًا مناسبة للعصر الذي نعيشه.
🛑 أبعاد أخرى: الغربة والثمن الباهظ
عبر شخصية والد إيلينا، فاروق أشرف، تعلمنا أن الغربة ليست دائمًا جنة كما قد يظن البعض، فاروق اضطر إلى مغادرة وطنه والعيش في الغربة، لكنه دفع ثمنًا باهظًا لذلك، الرواية تقدم نقدًا غير مباشر لفكرة الهجرة، وتوضح أن النجاح في الخارج يأتي على حساب الكثير من التضحيات.
📝 اللغة ـ السرد ـ الحوار📝
ـ اللغة: تميزت الرواية باستخدام لغة عربية فصيحة وسلسة، مما ساهم في إيصال الأفكار بشكل واضح وساهم في استمتاع القارئ بالقراءة، السلاسة في التعبير لم تؤثر على عمق الرسائل التي تحملها الرواية.
ـ السرد: جاء باللغة العربية الفصحى ، يستحوذ على أغلب الرواية بالطبع لأنها تحكي ، وذلك في رأيي كان سلاح ذو حدين ، فمن ناحية كان مشوقا مرة ومملا أخرى … ومن أخرى لم يخدم التحكم السردي تدفق المشاعر بغزارة لدى القارئ.
ـ الحوار: بذات اللغة الفصحى ، مناسباً للعمل ومتوافقا مع الشخصيات ، أضفى بعض الواقعية ، وجعل الأحداث تمر بشغف رغم قلته جداً مقارنة بالسرد
📝 العنوان والغلاف 📝
-العنوان : رغم أن العنوان *بردية المهاجر* يعطي انطباعًا غامضًا ومشوقًا، إلا أن حضوره الفعلي في الرواية كان محدودًا، حيث لم يأت ذكر "البردية" إلا في الفصول المتأخرة ؛ لذلك، يمكن القول بأن العنوان ربما لا يعكس بشكل كامل مضمون الرواية.
ـ الغلاف : تعددت رمزيات الغلاف ما بين المرأة ذات الرداء الأزرق منكسرة متأملة ، تترقبها عيون من خلفها دلالة على التتبع والمراقبة ، كما اللون والإطار المغلف ، كلها أشياء دلت على المضمون والمحتوى بشكل كبير ، ولذا كان الغلاف محل جذب انتباه القراء .
📝 أهم المميزات📝
🔹السرد الممتع والمتناسق: الرواية نجحت في ربط الأحداث والشخصيات بطريقة سلسة تجمع بين الماضي والحاضر، وبين مصر والبرازيل، ما يعطي القصة عمقًا وبعدًا إنسانيًا.
🔹الشخصيات المتطورة: تطورت شخصية إيلينا بشكل ملحوظ عبر مراحل القصة، من طفولة مليئة بالحرمان إلى مرحلة النضج والتسامح، هذا التطور يضيف بعدًا نفسيًا غنيا ويعزز من واقعية الشخصيات.
🔹الحبكة المتشابكة: الحبكة قوية ومترابطة، مما جعل القارئ يتنقل بين عدة محاور بطريقة متقنة، استخدام عنصر الغموض حول أسرار العائلة وحقيقة والد إيلينا أضاف إلى تشويق القصة.
🔹اللغة الفصيحة والسلسة: استخدمت الكاتبة لغة عربية فصيحة لكنها سهلة الفهم وجذابة للقارئ، مما ساعد على جعل القراءة أكثر سلاسة واستمتاعًا.
🔹الرسائل العميقة: الرواية تنقل رسائل عميقة عن التسامح والغفران، وتحمل الأعباء النفسية الناتجة عن أخطاء الآباء، مما يعزز من الارتباط العاطفي بين القارئ والقصة.
📝 ملاحظات 📝
🔹العنوان غير مناسب: عنوان الرواية "بردية المهاجر" قد لا يكون الأنسب، حيث لم يتم ذكر البردية إلا في الفصول المتأخرة كما اوضحت ، وكان من الأفضل اختيار عنوان يرتبط أكثر بشخصية إيلينا أو بالموضوع الرئيسي للرواية.
🔹تكرار بعض الأفكار: في بعض الأحيان، قد يشعر القارئ بتكرار بعض الأفكار المتعلقة بمعاناة إيلينا مع أمها أو محاولاتها المستمرة لفهم ماضيها، مما يمكن أن يؤدي إلى بطء في السرد.
🔹غياب العمق لبعض الشخصيات الثانوية: على الرغم من أن شخصية إيلينا تطورت بشكل واضح، إلا أن بعض الشخصيات الثانوية مثل والدتها فيرونيكا أو أختيها لم يتم تعمق في جوانب حياتهم أو تأثيرهم على القصة بنفس القدر.
🔹البطء في بداية القصة: الرواية قد تكون بطيئة في بدايتها، حيث تأخذ وقتًا طويلًا للدخول إلى جوهر الأحداث و كان من الممكن تسريع وتيرة الأحداث في الجزء الأول لزيادة التشويق.
🔹النهاية المتوقعة: على الرغم من التشويق في معظم أجزاء الرواية، فإن نهاية القصة جاءت متوقعة إلى حد كبير، ما قد يقلل من عنصر المفاجأة الذي ينتظره القارئ.
📝 إقتباسات📝
🔸❞نولد جميعًا وبداخلنا صورة ملائكية لوالدينا… ونحاول أن ننتصر لهذه الصورة مهما حطمها الوالدان. ❝
🔸❞ كان استسلامي يريح الجميع ويجعلهم يظنون أنهم بمأمن من الماضي ❝
🔸❞الأقوياء فقط هم من يغفرون .❝
🔸❞ الجهل أحيانا يكون أفضل بكثير من معرفة الحقيقة. ❝
#أبجد
#بردية_المهاجر
#دينا_القمحاوي
#فنجان_ومراجعة_القمحاوي
#مسابقات_فنجان_قهوة_وكتاب