في الهواء الطلق
رحلة في فكر الكاتب ينتقل فيها إلى كل مكان وزمان .يتأمل في الكون من بحر ومافيه من كائنات ، إلى الإنسان وأهميته .
فيتحدث عن الإنسان وعن مايؤثر فيه ، فما يؤثر في الإنسان اليوم ربما كان أمراَ عاديا في الغد ، وما كان عاديا اليوم يكون مؤثرا في الغد وعن المتاعب الحياة وآن سبب هذه المتاعب نفس الإنسان التي ترى الأشياء متاعب-وهذا هو الواقع المتاعب هي المتاعب - وهو يرى آن علاج المتاعب في أن يرى الإنسان عيوبه ومزاياه ومواطن القوة والضعف لديه ، فينمي المزايا ويحاول أن يقلل من العيوب ويخفيها .
من تأملات الكاتب يرى أن تكوين الإنسان وما يمر به في طفولته وصباه وشبابه يؤثر كثيرا في حياته ، ومشاعره وحكمه وتفكيره على الحياة والأشياء ،وهي تختلف من إنسان لآخر .
الضحك ،هل تحتاج لتحليل هذه الكلمة ومعناها وتفسير الضحك والنظريات التي وضعت احتلاله ، أهم ما في آمر الضحك أن نضحك مع الشخص لا أن نضحك عليه ، فالأولى أن نشاركه مشاعر الفرح والأنس ، والثانيه ازدراء وتحقير لفعله ،.
حكمة يرويها حافظ أمين من الهند وكيف يحتفلون بمن عاش مائة عام وان تجربته في الحياة ، فالضعف الذي في جسد من عاش مائة عام يحمل المرء الكثير من التجارب والخبرات التي مر بها ، فالرجل تحدث عن مامر به من تعاقب الحكام وبين العدل والظلم ، والفقر والغنى وكيف آن العدل هو سبب إزدهار الدنيا والظلم سبب دمارها وخرابها ، وكأنه يصف الحياة كلها وليستمر فقط ، أما المرأة هنا فأول الأمر أرادت إنقاص عمرها ، ومن ثم تغنت بجمالها وحالها وقصص كانت هي البطلة فيها بسبب الجمال ، وللحكيم كلمة أن يجتهد الإنسان ويتزود في يومه لغده .
ومن الهواء الطلق إلى الأدب العربي ، قيل لابن المبارك :إلى متى تكتب ؟فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد ، كلمة تكتب بماء الذهب.
وقفة مع عالم ومفكر إسلامي محمد عبده رحمه الله تعالى وبداية التعلم في حفظ القرآن ، ثم دراسة الفقه والنحو ، وكيف كان موقفه مع النمو في بداية تعلمه ، عندما قرأت عن نفوره من التعلم بسبب النمو وعدم فهم النحو فرحت -بصدق-لأني كنت أظن أني الوحيدة التي لا تفهم النحو وخاصة الدراسة بهذه الطريقة .
هذا العالم سعى كثيرا في حياته لكي يصوب ويعدل من طريقه التعليم لكي يكون له تأثير أكبر في عقول الطلاب ، ولكن التغيير لا يكون سهلا وسريعا في بداية الأمر ، وليس الكل يقبل التغيير والتبديل ، نجمه هذا استمر ولم يتوقف سعى للأفضل وكتب الأفضل ، وإن لم يحصل على النتيجة التي كان يريدها في حياته إلا أنه ترك أثرا بعد رحيله -رحمه الله تعالى -.
وفي نفس المجتمع الذي سعى كثير من العلماء للتعديل والتغيير للأفضل ، يخرج من امتهن الدجل والتغرير بالعقول والناس ، ومع كل هذه الخديعه فإن هذا لاينطبق عليه القانون ويبرئه من جرمه ، وآخر امتهن السرقة ولما مات وضع فوق قبره ضريح وآصبح مزار تقدم له القرابين والنذور والأموال ، عجيب أمر بعض المسلمين في المجتمع آنهم يرضون بمن يستولي على أموالهم وعقولهم ، ويرفضون من يريد بهم ولهم خيرا، حتى حكي آنه في زمن قريب من هذا إتخذ أحد الرجال عنزا حاك عليها قصة بطولة وآمجاد حتى اقتنع من حوله آنها مباركة وتشفي المرض ويقدم لها النذور ، وأكل آموال الناس بعد آن آكل عقولهم بالباطل ، وقف أمام هذا العمل أمير من أمراء مصر أراد توضيح وبيان الحقيقة للناس ، فدعا الرجل مع عنزه ولما وصل القصر أكرمه واحتفى به وقدم له الطعام ، وبعد أن فرغ طلب عنزه ، فقابله الآمير :إنها كانت غدائه فأخرجه من بيته ومشى بين الناس وجلد العنز فوق رأسه مخزيا بكذبه ، وعرف الناس كم كانوا في غفله .
وقفات مختصره لبعض ما جا في هذا الجزء بقلم الكاتب حافظ أمين .