"فكر الأمير الصغير عندها: «يا له من كوكب غريب! إنه كوكب جاف تمامًا، ومدبب تمامًا، ومالح تمامًا. وسكانه يفتقرون للخيال، فهم يكررون ما يقال لهم."
قبل البدء في قراءة رواية "الأمير الصغير" كنت متوقعاً لأن تكون قصة لطيفة وخفيفة، ولكن لم أكن أتخيل أن تكون بهذا العمق وهذه الطبقات المُتعددة، التي مهما حاولنا تجاهل وجودها، فتظل راسخة في الحكاية، ولو تركنا كل تلك الطبقات لظلت القصة ممتعة ولطيفة، ولكن من وجهة نظري، أدعي أن جمال هذه القصة في رمزياتها العديدة، حتى أكثر من لطافة الأمير الصغير وصديقه الطيار، فحتى الحكاية خلف كتابة الرواية تشعر بأنها ساحرة وخيالية، فنجد أن الرواية والواقع الحقيقي للكاتب يتقاطعا، فلا تستطيع أن تفصل بين المُتخيل والواقعي، المهم أنك ستقلب صفحات هذه الرواية التي تنثر لطافتها وسحرها على إمتداد السرد، وحتى النهاية التي أشعر بإنها أكثر وطأة من أن تكون لحكاية أطفال أو ناشئة، وعند النهاية تأكد لي هاجسي منذ بداية الأحداث بأن هذه الرواية تحمل طابع واقعي يقترب من السوداوية ويبتعد قليلاً عن الخيال، بشأن حياة الكبار وما تدجنوا إليه، وكيف أن الحياة فقدت سحرها وبراءتها، فلذلك من الضروري أن نراها مرة أخرى من عيون الأطفال الذين لم يُلوثوا بعد بالكبر.