بين صخب الحياة والمرض ومعاناته، بين اليتم والشعور بالمذلة والشهرة والعيش كنجم متألق، بين الماء والنار، الحياة بكل ما تحمله من تضاد عاشه حليم.
سيرة حليم، العندليب، الذي طالما ارتبط صوته بفقرة محببة لدى الغالبية في الراديو.
الذي طالما رافقت أغانيه أهم أحداث الأسرة المصرية من نجاح، أغاني وطنية تلهب الحماس والشعور بالانتماء، بالحب الجارف لشريك الحياة.
تناول الكتاب منذ تعثر ميلاده وانتقال أمه بعد أسبوع من ولادته لينتقل بعد وفاتها بعام أبيه
ليصبح الأشقاء بمعاونه خالهم هم كل ما له في الدنيا، مرورا بالكُتاب ثم المدرسة والملجأ، ومشواره الفني بدءً من صداقته بكمال الطويل ومن بعده الموجي.
ليخطو خطوات حثيثة نحو انطلاقته بالمسرح القومي بالأسكندرية واستمراره في الغناء إيمانًا بموهبته حتى رغم اعتراض الجمهور لعدم تقبلهم أو استيعابهم لغناء جديد مخالف لغناء عبد الوهاب، إلى أن أنصفه ما كتبه كمال الملاخ عن صوته كما مدح كامل الشناوي صوته.
ومن ثم اجتيازه لاختبار الإذاعة وثناء عبد الوهاب لأداءه على مسرح الأندلس في عيد الثورة حين تغنى بصافيني مرة.
ومشاركته في الأفلام ودخوله لعالم السينما الساحر
وتوازي تألقه في مسيرته الفنية لخط مرضه ونبله في العزوف عن الزواج إشفاقًا على نفسه وعلى من سيتزوجها.
إلا أن حياته العاطفية كانت مزدحمة الطريق بالمعحبات، لم تكن خاوية، لكن تظل أشهر قصتين ارتبطا به
قصته مع ديدي و السندريلا.
تناول الكتاب كون حليم أصبح رمزا الثورة الفني كما كان ناصر رمز الثورة السياسي، ما أتاح استعراضًا لذكاء كلًا منهما للآخر وعلاقتهما الوثيقة.
ولم يغفل الكتاب دور حليم الوطني من خلال موهبته وهبته من السماء لدعم الدولة وإعادة بناء وتسليح الجيش بعد نبأ هزيمة ٦٧.
حمل الكتاب في مقدمة كل فصل من فصول القصيرة مقطع من أغنية ترددت في الأذان فسكنت القلب وتغنت بها الروح، فكان مدققًا في اختيار أغانيه وألحانه، مؤمنًا بدور فرقته.
تناول الكتاب رحلات علاجه واستئصالاته المتكررة، لكم هو مؤلم حين علمت أنه عاش قرابة الأربع سنوات كاملة بكبد يعمل بكفاءة قدرها ١٠٪، وكم تتبعت نزيفه الدامي الذي أنهكه وامتص قدرته.
وأخيرًا وافته المنية وتغمده الله برحمته بعد أن صارع المرض ببسالة.