انبهاري بأسرار الحب لسهير أومري تعدى حد الدهشة، وما أراها إلا أديبة فيلسوفة حاذقة سجد لها شيطان الفكر والإبداع، وأُلينَ لها الحرف فكأنه مصهور ذهب، تُشَكله وتصنع منه ما تشاء من مشغولات وسبائك، وهكذا يكون الإبداع وإلا فلا، يعجبني في الكاتب إذا قرأني من الداخل، وكان مرآة عاكسة تعكس مخبوئي الداخلي، يعجبني في الكاتب والكتاب حين يطرق نافذة فكرية تدعوني لإعمال العقل وليس التسليم بما هو كائن، يعجبني في الكاتب حين لا يقولب البشر في قوالب جامدة واضعاً يده على مشاعري واحترامها، وهذا ما فعله أسرار الحب، الكتاب بعد أن يكشف المخبوء فيك يضعك أمام نفسك، عالج قضايا الزواج والعلاقات السامة، ركز على الجانب الإنساني في علاقة الحب والذي لا تذوب فيه الذات، فالحب أخذ وعطاء يزيد بالتبادل وينقص بالضن والإمساك، كثرة النقاشات والتجاذب حول الكتاب دليل على أنه أحدث دوياً فكرياً في عالم الفكر والعلاقات، وهذا ذكرني بكتب أحدثت ثورة فكرية حين نُشرت وما الإمام الفيلسوف مصطفى عبد الرازق وطه حسين منا ببعيد، سهير أومري كاتبة صاحبة قضية تنطلق من ثقافتنا الإسلامية برؤية فكرية عقلية، وهذا دأب الفلاسفة والمفكرين والمبدعين الذين تنهض بفكرهم الأمم وترتقى بحروفهم الحضارات