قلم محفوظ ياخدك و يوديك و لو حتى عمل نهاية تراجيدية كلاسكية بردو تحبه و تحس انك ف ألف ليلة و ليلة !
عجبني جدا هنا تفصيلتين
بعيدا عن رمزية أو مجازية الوظيفة/ الموظف
١
❞ وكإيمان أهل حارته لم يكن يفرق بين الدين والدنيا، فالدين للدنيا والدنيا للدين، ❝
فكرة ان تدين الطبقات الدُنيا و المتوسطة يخلط الدين بالدنيا
و هو ما يجعل كل فرد فيها يخلط الدين بالدنيا سواء في العمل فيجعله عبادة أو في الزواج فيجعله نص الدين !
و العمل و الزواج دنيا بحتة
٢ فكرة إن العالم التالت أو الطبقات الدنيا و المتوسطة ايضا لا تستطيع الكرامة و يجب أن تحتمل و تتاطي
عامة
بمعنى واضح ( ملعون أبوك يا فقر يا حوجنا للأندال )
سواء المرأة للزواج و الزوج أو الرجل للحكومة و مرؤوسيه
و ان غالبية الشعب تورث الاستعمار بما نحته فينا من الجبن و اللاكرامة
فيصبر الموظف على ما لا يُصبر عليه من إضاعة وقته و كفاءته و لا يشعر بالإهانة بل يستمر و يستمر و يراه سعي للمجد ( سواء دنيوي أو ديني ) لكنه لا يرى جبنه و إنعدام كرامته
قد يكون أي أحد منا في مقام الموظف المحترم ، حقيقة بالوظيفة أو مجازا في أي مقام يشعر فيه بأنه مغبون و الزمن يمضي و لا يجد ما يسعده
و يجد البعض في الحديث السياسي تفريغ لهذا الضغط و باب لنثر بعض الكرامة الزائفة لكن الحقيقة أنهم لا يفهمون السياسة و لا يتحركون في تغيير مصير بلدهم ، و البعض الآخر كالموظف لا يرى نفع من السياسة. و هذا جهل آخر ، فالسياسة تؤثر عليك و لو لم تفكر فيها ، لكن الشعوب المقهورة تجد الأمر سيان
و تتحمل الظلم الكبير و الصغير
و يقدم محفوظ سبب هذا التحمل الغير مبرر بأنه خلط الدين بالدنيا
كما يحدث لمن تتحمل زيجة تعيسة لأنها تخلط الدين بالدنيا و أن صبرها هو الجلال و المجد
في حين أنها لو تشجعت لنيل سعادتها و رفعت الأذى عن كرامتها لما زعل منها الدين بل ساعدها !
لكن فهم الدول الناشئة و الطبقات المتوسطة/الفقيرة للدين دوما مختلط و مفسد لكليهما الدين و الدنيا
فمن الواضح أسلوب نجيب الساخر بخفة حين يكرر الموظف تدينه و كلماته الدينية و مناجاته لربه في حين أنه يذهب ليرتكب كبيرتين بكل عادية
و بنفس السخرية يكرر ( الاحتفاظ بالكرامة ) في حين أنه يتطاطي و يمسح كرامته لأجل الترقي
و هذا فخ على ما يبدو واضح كتابة و نصا فهو مما يحدث في الحياة دون أن يشعر به صاحبه !