"لكل فُندق كبير، شبحه.."

- ستيفن كينج، رواية "البريق".

وجميعاً نعلم كم كان شبح ستيفن كينج، لعيناً، وشديد القسوة، فلذلك لنرى شبح هذا الفندق، وعلى التحديد شبح الغرفة 207، وكلما اقتربنا أكثر وأكثر من الحقيقة نجد أن هذه الغرفة ملعونة، مليئة بالأشباح، والعفاريت، والشياطين، نُقطة إلتقاء عالمين، عالمنا الواقعي، وعالم الخوارق، نُقطة موبوءة، ملعونة بكل تأكيد.

فتخيل أنك ستذهب في عطلة مع زوجتك أو عائلتك إلى أحد الفنادق لتستجم وترى البحر وتستمع بنسماته، فتستحيل الإجازة جحيماً، تجد نفسك في دوائر ملتهبة من النيران، فتنفذ بجلدك وتهرب، فلك حرية الاختيار في ذلك، ولكن كيف يُمكن أن يهرب موظفي هذا الفندق؟ فعلى الرغم من كل شيء أنت تعلم حال البلد، وأن هذه الوظيفة تُساعد بشكلاً ما جنيهاتها الضئيلة في أن تسندك، ولكننا جميعاً نعلم أن حالة "جمال الصواف" مُختلفة، في داخله بشكلاً ما أراد أن يكون حاضراً ليشهد كل هذه الأهوال.

"كنت هشًا نفسيًا بالفعل.. كأنني جدار يبدو قويًا لكن هناك نقطة متداعية من الداخل، ولو طرقت عليها طرقتين لانهار الجدار وسقط."

في حكايات مُتتالية بطلها الوحيد هو عامل الاستقبال "جمال الصواف" الذي وبتوالي القصص أصبح يُلقب العم، لكبر سنه وكهولته، فيحكي شهادته على ما رأه في هذا الفندق، الذي يحتوي على هذه الغرفة الملعونة، التي يعبث شياطينها بالنزلاء، وموظفي الفندق، عبث يُشيب الرأس ويحيل الشعر من الأسود إلى الأبيض، لهذه الغرفة تاريخ طويل في الدم، مات في حمامها العديد من النساء، سكنها قتلة ومغتصبين ووحوش بشرية، جنرالات حرب تفتك بالبشر دون تردد، حوت هذه الغرفة كل قذارات البشرية، فجذبت كُل الشياطين المُمكنة، لتكرر الأهوال والقذارات، ولتكون شاهداً على دناءة الجنس البشري وحكاياته العديدة المُختلفة. فهل ستظل هذه الغرفة على هذا الحال دائماً؟ أم سيجد عم جمال الصواف حلاً للغرفة الملعونة.

قرأت هذه المجموعة القصصية لرغبتي في مشاهدة المسلسل المُقتبس عنها، بطولة "محمد فراج" وهو أحد الممثلين المُفضلين عندي، فنتمنى شيئاً ذو مستوى عال، حتى أعلى من مستوى المجموعة القصصية، التي وبكل صراحة متوسطة المستوى من وجهة نظري، فدعواتكم لمسلسل بلا رؤى إبداعية أو شيئاً من هذا القبيل، ولو حتى تم الالتزام بما وجد في المجموعة القصصية لكفاني، وطبعاً أشك في ذلك بعدما ظهر في إعلان المسلسل شخصية "د. رفعت إسماعيل"، فدعنا ننتظر ونرى.