قرء،الكتاب بنسخة ورقية 2016
رقم تسع وسبعون / 2024
تراب الماس
احمد مراد
""يتّخذ أحمد مراد من الجريمة خلفية تكشف بأسلوب مشوّق كواليس المجتمع و الفساد المستشري وسط كل طبقاته.. وهو بذلك يؤّكد قواعد النوع الروائي الذي أصبح رائدًا له".. صنع الله إبراهيم
لم يكن "طه" سوى مندوب دعاية طبية في شركة أدوية؛ حياة باهتة رتيبة، بدلة و كرافتة و حقيبة جلدية و لسان لبق يستميل أعتى الأطباء لأدويته، وفي البيت يعيش وحيدًا مع أبيه القعيد. كان ذلك قبل أن تقع جريمة قتل غامضة تتركه خلفها و قد تبدّل عالمه للأبد...تتحول حياته إلى جزيرة من الأسرار، يبدأ اكتشافها في دفتر عتيق يعثر عليه مصادفة، و يجد معه أداة رهيبة لها فعل السحر.
"لم يعد السكوت حلاً، انتظار من ينظّف أمام بيتي أصبح أسطورة. قالوا: لا يحك ظهرك أفضل من ظفرك، شخصياتٌ عفنة وأرواحٌ ميّتة.. أرى ذر التراب في أفواههم خلاصًا من نفايات...تراب يدي اليمنى...شريعتي المصحوبة برسالة تحذيرية وحلم يقلقل الظلام في النفوس...يتيح فرصةً للتوبة وتخفيف الذنب أمام العادل الحكيم.. فرصة واحدة فقط لأصحاب ضمائر تعفنت وضرب الخضار جذورها...لم يعد العدوان هم الوباء وحدهم...أن تُعلن عداوتك صراحةً نوع من أنواع الشرف أمام من نسي حقه واستخف أهله...يتواضع ذنب «ليتو» كثيرًا أمام من يخربون مجتمعهم بأيد باردة وينخرون كالسوس في العظام.. العدو الكامن في الداخل ينام بيننا في سلام...ينعم بالحماية والشرعية بعدما تزاوج فأنجب آلهةً صغارًا وأصنامًا وضعت لتبعد، نفس الوجوه التي أرادت أن تخلصنا يومًا من الملك...صارت هي ألف ملك."
عندها يبدأ "طه" ومعه الضابط "وليد سلطان" في تتبع قاتل لا يملكان دليلا ضده. سنقرأ هنا كيف تتحول هذه الجريمة إلى سلسلة من عمليات القتل. وكيف يصبح القتل بابًا يكشف لنا عالما من الفساد، وسطوة السلطة التي تمتد لأجيال في تتابع مثير لا يؤكد أبدا أن "طه" سيصل إلى نهايته""
تراب الماس .. سم الملوك والسلاطين وبظهور أعراضه تكون النهاية
هل شاهدت الفلم عن ماذا يتكلم فيلم تراب الماس؟ يروي الفيلم حياة حسين الزهار وابنه طه، ويستكشف تأثير الموروثات العائلية والخيارات الشخصية في ظل الاضطرابات السياسية والغموض الأخلاقي، وبينما يتصارع طه مع مصير والده المأساوي والحقائق القاسية للنظام الفاسد، تتكشف القصة إلى سعي مشوق للانتقام مما يثير تساؤلات حول ثمن العدالة وقد عرض 2018 وهو من بطولة أسر ياسين بدورطه ومنة شلبي بدور سارة وشيرين رضا وغيرهم .
الماس وترابه ترابه مثلما يعد الماس للزينه فان ترابه يعد للموت الذى يعتبر واحد من أشد السموم فتكاً و سمية ، و ذلك يرجع لخصائصه الفريدة من نوعها فهذا التراب ليس له طعم و لا لون و لا رائحة بالإضافة الى أن حبة تراب الماس تتميز بحواف حادة جدا تعمل مثل السكاكين الحادة على طول مسار الأمعاء مما يسبب ألم لا يمكن وصفه ، فتراب الماس هو حقيقة وليس مجرد رواية للروائى أحمد مراد.
ورواية تراب الماس والتى تحولت الى فيلم نال شهرة واسعة وإعجاب كبيرمن الجمهور حيث تقوم قصة الفيلم على وضع تراب الماس وهو إ مادة سامة ليس لها طعم ولا لون ولا رائحة في أى طعام أو شراب لمن يريدون قتله.
ولأن تراب الماس لا رائحة له ولا طعم ولا لون فإنه يعتبر من أخطر السموم وهو غريب في طريقة التسمم به فقد حاول العلماء إيجاد علاج للتسمم بهذا النوع من السموم ولكنهم فشلوا ولا يوجد علاج للتسمم بتراب الماس حتى الوقت الحاضر ، ومن بعد شهر من تناوله تظهر أعراض المادة على جسم الإنسان عن طريق كتل سرطانية مختلفة تتجمع حول جدار المريء وبالتأكيد ينزف الشخص من كل مكان في جسمه حتى ينتهي به الأمر إلى الموت.
ولو قام أي شخص بإبتلاع جزء صغير من تراب الماس أو من تلك البودرة الناتجة من صناعة الألماس سيتم توزيع الألماس على طول القناة الهضمية مما يعمل في شكل سم يضاعف مفعوله في الكثير من الأحيان ويؤدي إلى موت الضحية بعد شهر على الأكثر.
تأخذها الرواية بين طياتها، إلى أسرار علم النفس، وتغطس بنا إلى عمق شخصياتها، وتحليل غاياتهم، التي ليست دائماً طيبة.
فنرى مثلاً قيام إحدى الشخصيات بجريمة قتل متعمد، ثم يوضح لنا الكاتب في باقي الصفحات دواعي هذا الشخص، بل ويجعلنا في صفه، نحاول إنقاذه...أثبت لنا فعلاً مراد أن القتل يصبح أثراً جانبياً لعوامل أخرى.
تراب الماس هي رواية تحتوي على الجريمة مع قليل من الغموض والتشويق، تجعل القارئ يلتهم صفحاتها حتى ينتهي منها، وما يجعل الرواية مميزة أيضا هو تناول مواد لتاريخ مصر بطريقة سلسلة لا تشعر بالملل.
تبدأ أحداث الرواية منذ ثورة عام 1952 في مصر وما تلاها من أحداث بطريقة سريعة إلى أن وصل بها الكاتب إلى عصرنا الحالي. تتمحور الرواية حول "طه" الذي يعمل كمندوب مبيعات، والذي يكتشف في بداية القصة جريمة قتل والده، لتأتي المفاجأة لاحقا، ويثبت أن والده نفسه كان قاتلاً، حيث يدون في مذكراته طريقة قتله لعدد من الشخصيات، وهنا يصبح طه مهووس بذات الفكرة، ويحاول تعليل جرم والده، ويتعرف على سلاحه الفتاك وهو "تراب الماس" ذلك المسحوق الغريب الذي يتسبب في موت من يتذوقه فقط. وكل هذه الأحداث تقود طه إلى الكشف عن شبكة فساد كبيرة وتعاون الفاسدين مع رجال الشرطة.
أعتقد أن أعن سؤال يطرح الكتاب في هذه القصة، عما إذا كان الشر طريق حتمي للخير، وأن ضحايا القضية، هم الجزء الأهم في المعادلة، سؤال طرحه العديد قبل مراد، ولكن ككل نهاية، كانت الإجابة مبهمة، فسؤال كهذا لا يستطيع الكاتب أن يلقي بإجابته على نفس القارئ، فيشابه بذلك المجرم، الإجابة قابعة في أنفسنا نحن، الممزوجة من هذا وذاك...