❞ “لم يستطع أحد ان يتفهم اختلافه وموهبته فعانى من الغربة وقمع السلطة لينتهي إلى الحبس في مستشفى الأمراض النفسية” ❝

ملاحظة لن أتعامل في مراجعتي لهذا الكتاب على اعتباره توثيق أمين لحياة "سرور" لأنه في النهاية نُشر تحت اسم "رواية" إذن هذا الكتاب مجرد رواية من خيال المؤلف واستخدم فيها اسماء حقيقية لجذب الانتباه. وأتساءل ماذا لو استخدم الكاتب اسماء شخصيات خيالية، هل سنجد إقبال على قراءة الرواية؟

لا أظن

الكتاب مقسم إلى أربعة أجزاء. في الجزء الأول نرى نجيب سرور بعيون المقربين منه زوجته الروسية "ساشا"، أخيه "ثروت"، وزوجته السابقة_التي غير المؤلف في اسمها الأول_ وغيرهم.

في عيون زوجته هو مثل نبي مخلص غدر به قومه وقتلوه ومشوا في جنازته.

أما في عيون أخيه فهو شخص مدلل، يبالغ في التفاعل مع الأحداث والبكاء على اللبن المسكوب، والتلذذ بالمآسي والأوجاع بالمختصر "دراما كوين"

وفي عيون طليقته الممثلة، فهو شخص مرهف الحس لكنه عاصفة من الغضب والشك وسوء الظن وقلة الثقة بالنفس والغيرة المفرطة.

في رأيي فقد تحامل أخيه جدًا عليه، وهي إشارة لكره دفين وحقد مبطن. أما الزوجه فكانت بكل سذاجة الخواجاية العاشقة المحبه تراه مثل ملاك منزل ومن حوله أشرار، مرجعها في أحكامها هو حكي نجيب سرور عن نفسه وعن من حوله.

وهذا الجزء يمكن اعتباره تمهيد لمعرفة شخصية سرور، لكن طريقة السرد أحيانًا كانت ساذجة خاصة فيما يتعلق بتعامل كل شخصية مع الصحفي وكأنه المحقق كونان أو الصحفي المنتظر الذي سيحقق العدالة ويكتشف الغامض والمثير. (ما هذه النرجسية؟)

أحببت جدًا الفصول الخاصة بأوراق نجيب سرور وشهادة وأراء الأطباء الذين أشرفوا على رعايته في مصحة العباسية ومصحة المعمورة.

كذلك مسرحية الزوج والكلاب.

في النهاية لا يمكن أبدًا وصم بطل الرواية بأنه مجنون، هو عاشق مجروح من حبيبته وفنان مرهف الحس لم يلق التقدير المطلوب كما حدث لمعاصريه. ومواطن غاضب، أنفجر غضبه على أوضاع تستحق أن يغضب فيها الناس وينفجرون لكنهم لم يفعلوا، مشكلة نجيب سرور أنه كان بني آدم عنده دم في زمن اختارت فيه الصفوه "التعريص" على كافة المستويات.

نعم أنصف طلال فيصل نجيب سرور كما أنصف بليغ حمدي في رواية "بليغ" لكن في عالم الخيال فقط.

بشوف الموضوع ذكاء من الكاتب. فن استغلال اسماء المشاهير الموتى اللي محدش من الورثة هيسأل عنهم. واللي في حياتهم علامات استفهام كبيرة.

اقتباسات:

❞ وما سمّي الإنسان إلا لنسيه .. ولا القلب إلا أنه يتقلبُ. ❝

❞ لكن ماذا نفعل والطابع المسيطر على الكون هو سوء الخدمة والملل، الكون فندق سىء الخدمة، تطلب الشىء فلا يجئ أو يأتي متأخرا أو لا يأتي إطلاقا أو يأتي شيء أخر تمامًا❝

❞ إن ما يحزنني بالفعل هو أنني لا أزال محتفظا بعقلي، كل ما يحزنني، وربما يدهشني، هو أني لم أصب بالجنون بعدُ، ❝

‏

❞ الوهم هو حقيقة في عقل صاحبه، والحقيقة هي وهم اتفق مجموعة من الناس في لحظة ما على صحته؛ ❝

❞ أتذكر ما يعرف في الأدب الفرنسي بالأديب الثعلب والأديب الذئب. محفوظ ثعلب بامتياز، لكن ثعلبيته هذه مكنته من مواصلة الإنتاج والكتابة بخلاف الأديب الذئب، الصدامي الصريح الحاد. ❝

‏

‏

#أبجد

#سرور

#طلال_فيصل