مواليد حديقه الحيوان
للمستشار /اشرف العشماوي
تغيرت الحقب والأزمنة والظروف لكن ظل الفساد واحد وإن تعددت اشكاله ووسائله والظروف والطرق والأهداف بدءا من منصب الغفير حتي الوزير .
كل وله أسبابه وغاياته والوسائل والظروف التي اتيحت له .بدءا من روايه كلاب الراعي (آن لهذا البلد أن يستقر )ثم سيده الزمالك واورفانيللي والجمعيه السريه للمواطنيين والسرعه القصوي صفر والقبطيه ومواليد حديقه الحيوان .
فلكل دوافعه المعلنه والخفيه الشخصيه والعامه وغالبا ما يتخذ الأسباب المعلنه والعامه كسلم ووسيله لتحقيق أهدافه الشخصيه فيضطر متعمدا او مغلوب علي امره لتبرير الموافقه علي تشخيص أدوار فرضت عليه في مسرحيه سخيفه قادته اليها الحاجه والضعف لأداء الدور المرسوم له.
فالفساد واحد سواء في العصور المغلقه السابقه او المفتوحه المتحرره كما في روايه مواليد حديقه الحيوان. كل يفسد بطريقته.
ففي القصه الاولي :
حلم البطل للثراء والمتعه ورغد العيش دفع به الي السباحه في مياه جاريه بسرعه الرياح التي كان يحلم بها بعد التعود علي السباحه في المياه الراكده فتغلبت عليه الامواج العاتيه وغرق في بحارهم هو واهله وكان كبش فداء لمن الف وأتقن السباحه في وسط الامواج فكتبت لهم النجاه علي أكتافه وغرق هو.
وفي الحكايه الثانيه:
حلم البقاء والنجاه في ظل إنتشار التطرف وجشع التجاروحلم الثراء للمحامي ومن علي شاكلته بدون ضوابط او قيود وتحكم ذوي النفوذ والسلطه والمال في مصائر البعض .دفع فايز للاستسلام للدور الذي فرض عليه ولكنه لم يلتزم بأشاره المرور التي فرض عليه الرقابه بالثبات عند الضوء الأحمر وعدم الخروج عن النص المكتوب له .رغم تحذيره بالضوء الأصفر فكانت النهايه مفجعه عندما انطلاق الضوء الأصفر ثم انطفاء الاشاره إعلاننا بصدور الحكم بالإعدام في الظلام بعد إنطفاء الضوء.
وفي الحكايه الثالثه:
كان البطل ضحيه الأحلام والوعود الكاذبه .حلم الوظيفه وحلم التعويض عن موت ابوه البطل ((رغم تشككه حتي في بطولته)) وحلم الزواج وحلم شقه إسكان الشباب المرسوم علي الورق .كلها أحلام معلقه بعيده المنال مما دفعه في سبيل تحقيق أحلامه الي التمثيل ودخوله في جلد يخفي ضعفه .جلد اسد يخفي بداخله فأر يبحث عن جحر يأويه وزوجته .
فلم يستطيع إخفاء حقيقته ولعب دور غير دوره سوي بالزئير فقط ثم تمزق جلد الأسد من عليه عند اول محاوله ليظهر الفارّ الذي بداخله وعدم قدته علي حمايه نفسه وأحلامه .
للأسف سرد لواقع مرير ومعاناه لضحايا الفساد بطرق وأساليب مختلفه.