الخادمة أنت لا تراها ولكنها تراك
ل نيتا بروز
ترجمة الحارث النبهان
مولي خادمة غرف في فندق ريجنسي غراند، هجرتها أمها منذ كانت رضيعة وربتها جدتها، هي شابة بسيطة تعشق عملها في الفندق وتقرص نفسها كي تصدق أنها تعمل في هذه الوظيفة به، ماتت جدتها فشعرت ب:
❞ما عاد البيت بيتًا من غيرها. أحسّ كأن اللون قد زال من الشقة التي عشنا فيها معًا. لكن ألوان العالم المتألّقة تعود كلّها لحظة دخولي فندق ريجنسي غراند. ❝
تتوائم مولي مع الفندق وعملها به كما لو كان جلدها الثاني، أما خارج الفندق فهي ضعيفة وحيدة لا أصدقاء لها خارج الفندق وكما تقول:
❞ الأمر أكثر سهولة مما قد تظنون. أن يكون المرء موجودًا على مرأى من الناس جميعًا مع بقائه غير مرئي إلى حدّ كبير. هذا ما تعلّمته من عملي كخادمة هنا. قد تكون شخصًا مهمًّا جدًا، شخصًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى نسيج الأشياء، لكن أحدًا لا يلقي إليك بالًا على الإطلاق. هذه حقيقة تسري على الخادمات، وكذلك على أشخاص آخرين. هذا ما يبدو لي. إنها حقيقة عميقة، مؤلمة. ❝
في يوم عمل لها وجدت السيد بلاك مقتولًا، وكانت قد ذهبت إلى جناحه رقم ٤٠١ لتنظيفه فوجدت زوجته السيدة جيزيل تدخل الحمام بأعين حمراء لا تدرى هل هي حساسية أم من البكاء، فقامت بتنظيف الغرف على أن تعود إلى الحمام فيما بعد لتنظيفه، وعندما عادت وجدت السيد بلاك ميتًا.
السيد بلاك مقاول يأتي مع زوجته إلى الفندق مرة في الشهر، وهو فاحش الغنى ويمتلك أجزاء كبيرة من البلدة.. وكان اسمه في جريدة الصباح في مقال بعنوان:
❞ نزاع عائلي يهزّ أركان إمبراطورية بلاك ❝
تبدأ التحقيقات وتعتبر مولي شاهدة رئيسية، فهل مات ميتة طبيعية؟ أم قتل؟
ترى من هو القاتل؟ هل هي زوجته جيزيل؟ أم زوجته الأولى؟ وماذا عن خوان مانويل الذي تتورط مولي في جعله ينام في غرف الفندق الفارغة مع صديقين له؟ وما تلك العلامات التي شاهدتها مولي على يديه قبيل اكتشافها للقتيل؟ ولماذا أخذت مديرتها إجازة صبيحة يوم الاكتشاف؟ وما تلك الكدمة الموجودة بعين رودني موظف البار الذي أقنعها سابقًا بوضع خوان في غرف الفندق لينام فيها؟ ولماذا يقول عنه السيد بريستون بواب الفندق أنه ضفدع لن يتحول إلى أمير؟ ولماذا أبعد المدير مولي عن جيزيل التي تعتبرها صديقة لها؟
والتي نفت أن تكون تعرفها بصورة جيدة..
أسئلة مهمة ستجعل مولي- الساذجة البسيطة التي يستخدمها الجميع- تبحث لتصل إلى الحقيقة لتدفع عن الفندق هذه السمعة السيئة التي اكتسبها، وتدفع عن نفسها تهمة القتل..
لغة الكاتبة جميلة موحية فنراها تقول:
❞ ونزلاء مرتاحون في كنبات وثيرة، أو أزواج مندسّون في كنبات مزدوجة زمردية، أسرارهم تكتمها أعماق نسيجها المخملي الغني. ❝
❞ لماذا يجد الناس الحقيقة صادمة أكثر من الأكاذيب؟ ❝
❞ كان صوتها مختلفًا، كان مثل صوت إطار سيارة تسرّب منه الهواء… لو كان إطار السيارة قادرًا على الكلام. بطبيعة الحال، لا قدرة لإطار السيارة على الكلام إلّا في الرسوم المتحركة! كان واضحًا لي أنها في حزن شديد. ❝
❞ لعل هذا «مرض مهني»: أرى الأوساخ حيث لا يراها الآخرون. ❝
تعيد الكاتبة في تفاصيل قد يراها المرء مملة أو مكرره ولكن طبيعة مولي تجعلها دومًا هكذا تكرر ما تفعله وتحدث نفسها عنه مرارًا..
رواية ممتعة غير مألوفة..
#نو_ها