اسم العمل :- الاشجار ليست عمياء
اسم المؤلف:- شيماء هشام سعد
دار النشر:- دون
التقييم:- ⭐⭐⭐⭐
عدد الصفحات:- 272ص
مهاجراً مات بلا كفن؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رَمَوْه تحت ظلك الحزين
كأي شئ مَيِّتٍ إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
وتحفظين جثتي من سطوة الغربان؟
أماه يا أماه .
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سُدَّت طريق البر والبحار والآفاق...
وأنت يا أماه
ووالدي , وإخوتي , والأهل , والرفاق
لعلكم أحياء
لعلكم أموات
لعلكم مثلى بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا عَلَمْ
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان؟
تبدأ الرواية باتصال عبود بزوج ابنته مفزوعا يستغيثه بالاسراع في القدوم فكلبه وصديقه الوحيد وجده يتدلى من الحبل مشنوقا على باب داره، ربما بسبب هذا المشهد قد نظن أن الرواية تنتمي لفئة الجريمة ولكن الرواية إنسانية واجتماعية في المقام الأول حتى لو تخللها بعض الالغاز التي سرعان ما ستحل مع تدفق الصفحات.
تتناول الرواية حكاية حبهان من طفلة في مخيمات اللاجئين تتلوى من الجوع هي واهلها اياما وتستيقظ حبهان في يوم على رائحة اللحم وامها تطعمها وتطعم اخواتها بيديها فمن اين اتى اللحم؟! ليكون المشهد من اشد المشاهد بؤسا في الرواية حين تكتشف حبهان مصدر اللحم.
تمر الأيام عليها بين مرارة الفقد والغربة عن الوطن، تكبر فتتزوج مرتين وفي المرة الثانية نقابل عبود الزوج الانتهازي الطماع الكسول الخبيث ولو كان في جعبتي الفاظ اكثر لضفتها ولم ابخل عليه!
اعجبني كثيرا تصرف حبهان ومحاولتها فصل المشاحنات بينها وبين زوجها عن اولادها بل وتجميل صورة الأب امامهم لكي لا تتشوه وتهتز صورته فمن المفترض أنه قدوة لهم.
ولكن لابد للحقيقة أن تظهر عاجلا ام آجلا، فالاولاد سيكبرون ويكتشفون الاعيب الأب فماذا سيفعلون؟
💥الغلاف والعنوان:-
كل رمز وصورة في الغلاف لها دلالتها في الرواية أما عن العنوان وعلاقته بالأحداث فلم أفهم السبب في التسمية إلا في الفصول الأخيرة فجاء ملم ومعبر ❤️
💥الاقتباسات:-
- كم هو مؤسف أن يكتشف المرء فجأة أنه قد مات، وأنه يرقد الآن في حفرة معتمة يأكل جسده الدود دون أن يقدر على فعل شيء، وأنه أصبح مجردا فجأة من كل شيء حصل عليه في حياته وكان ذا قيمة.
- طوال عمرك وأنت انسان وصولي وعينك على ما ليس لك، يحلو لك كل ما لغيرك، ومثل كائن طفيلي قذر تحط على الآخرين وتعمل بدأب على تجريدهم مما يملكون.
- الأمر ليس صعبا يا امي، اثنان لا يمكن أن تذهبي عنهم حتى وإن مت؛ من يحبك بشدة، ومن يبغضك بشدة!
- بوسع المحتل أن يفرض وجوده على الأرض بالقتل والتهجير، لكن ليس بوسعه مهما فعل أن يمحو ذاكرة الأرض، ومهما حاول أن يكنس جريمته تحت سجادة التاريخ سيظل هناك شهود خلفه لم يحسب لهم حسابا.
💥 رأيي في الرواية:-
حبيت الرواية جدا وبالذات جزء الذكريات الخاص بحبهان كان مؤلم وانساني جدا ازاي قدرت تتحمل وتواجهه كل دة وازاي كملت واستحملت عبود اللي ميتعاشرش دة؟! ملقتش حاجة تشبهها إلا الشجرة اللي بتضلل وترطب وتتحدف بالطوب فتنزل تفاح!
بس عندي تعقيب على نقطتين في الرواية:
- هل كانت الاحداث الغريبة في المنزل من فعل حبهان فعلا؟! كالتنظيف وورقة الطلبات؟
- كنت اتمنى نهاية اشد قسوة لعبود.
💥 المغزى من الرواية:-
- نبذة عن معاناة الفلسطينيين
- اهمية زرع مفهوم الوطن والانتماء في الابناء والحفاظ على الهوية والشجاعة في قول الحق
- الحرص على تجنب مشاهدة الابناء لأي مشادات بين الازواج لكي لا تتشوه صورة اي منهما أمامهم
- القلب الصادق والنضيف دايما بيكسب حتى لو اتهزم ف الأول، الحقيقة مصيرها تظهر وتبان في الأخر.