رواية قصيرة نسائية👌🏻خطّتها لنا بسلاسة وعذوبة ومرارة الكاتبة اللاتفية نورا إكستينا راسمةً لنا شخوصها بإمتياز متنقلة بحكايتها بين ثلاثة أجيال (الأم والإبنة والجدة).
تحكي لنا حكاية بلد كان يدعى لاتفيا انضم قسرياً للإتحاد السوفييتي في ١٩٤٤ ونالوا استقلالهم في تسعينيات القرن الماضي، ألقت الضوء من خلالها علي النساء اللاتفيات في تلك الحقبة التي تحولت إلى كابوس يومي في حياة الكثيرين من اللاتفيين الرافضين الخضوع للحكم السوفييتي فجاءت ردات فعل النساء هنا مختلفة، منها إحدى بطلات الرواية (الأم) التي رفضت إرضاع وليدتها لشعورها بـ أن حليبها ملوث وبلدها محتلة فرحلت مختفية لأيام حتى لا تضطر لإرضاعها تاركةً خلفها إبنتها مع والدتها التي شاركتها بالتربية والرعاية بعد ذلك وربما كانت هي بالأساس التي زرعت ذاك الشعور في إبنتها دون أن تدرك، كانت دكتورة نساء وولادة بارعة في عملها أقسمت أنها لن تعطي امرأة دواءً مجهضاً ولن تحيد عن الفضيلة والتقوى في حياتها ولا في واجباتها المهنية، انهارت من التحولات التي فرضتها عليهم السلطة في الدولة متحكمةً في حياتهم حارمةً إياها من شغفها وهويتها ومن رغبتها في أمومتها فنفيت لمكان بعيد بارد استمرت بالعمل رغم ذلك إلى أن أُجبرت على التوقف، تملكها اليأس الملعون لآخر يوم في حياتها في مقابل الأمل الذي كان يسكن الأبنة في مجتمع يحكمة الخوف من الإختلاف والتفرد لتنتهي الرواية بإعلان الإستقلال.
قليلة في صفحاتها دسمة في أحداثها وتفاصيلها، أصابني الارتباك في البداية إلى أن أدركت تنقل أصوات الشخصيات النسائية بين كل فاصل وآخر.
ترجمة نسائية رائعة لرواية قد اقرأها مرات أخرى لجمالها وأثرها😍🫶🏻.
شكراً دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع على اختياركم الرائع لترجمة هذه التحفة.
أنصح بها لمحبي الأعمال المختلفة الاستثنائية 👌🏻.
.
.
.
.
.
.
14-07-2024