للأندلس مكانة كبيرة في قلوب المسلمين وتاريخ حاضر عظيم يمتد لماضي عريق يشهد بحكم المسلمين لإسبانيا والبرتغال ثمانية قرون متتالية، تخيّل كل الحكايات والصراعات والأحوال التي تشهد عليها ثمانمائة عام كاملة قبل أن يخف نجم الإسلام في هذه الأرض.
لكنّ الحاضر يتنكر للماضي فيساعد علي خفوتة وغياب أمجادة وحضور أحداثة فلا يبقي منه شيء، لذا رأت الكاتبة أن تحفّنا بنسمات أندلسية من أرض كان لنا فيها الباع الطويل خشية أن ننسي ذلك.
تتابع تاريخي مُنظم لحكايات الأندلس وأبرز الأحداث والحديت عن أهم ملوك وأمراء هذه الفترة، و وصف اجتماعي لأحوال أهل البلاد وقتها، عادات عرسهم وتفاصيله وكيفية معايشاتهم الاجتماعية وظروفهم الحياتيه.
الجميل في الكتاب هو تزيينة بصور من تراث الأندلس المعماري والثقافي والديني، والدخول المباشر للمجتمع الأندلسي من نواح متعددة كحال الأثاث وقتها وطريقة المطبخ الأندلسي وأشهر المأكولات والمشروبات والأزياء الأندلسية.
الفصول التالية حملت أخبار مهن الأندلسيين وأحوالهم مع التجارة في أسواق غرناطة، وطريقتهم في الاحتفال بأعياد الميلاد والمناسبات حيت كان الناس يهتمون ﺑﺼﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﺤﻠﻮﻯ ﺃﻭ ﺷﺮﺍﺋﻬﺎ ﻭﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻤﺎﻡ ﻭﺗﻨﻈﻴﻒ ﺍﻟﺪﺍﺭ وتهيئتها ﻻﺳﺘﻘﺒﺎﻝ ﺍﻟﻀﻴﻮﻑ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﺌﻴﻦ.
كتاب متكامل علي إيجازة في الحديث عن ثمانمائة عام كاملة، لكنها نسمات دسمة أخدت من كل بستان زهرة لتعيد الحاضر إلي ماضٍ حتي وإن كان بعيداً فإن جذورة ممتعة بتاريخها إلي أن يشاء الله.