في البداية لم يكن للبطلة أن تكون بدينة، كيف إذن سترقص وسيتهافت عليها الرجال!، لم يقتنع البطلين بعلة بدانتها ولم تعتبر عائقاً يمنعهم من حبها والتعلق بها، حين شعر الكاتب أنه في مأزق مع القراء، فالحكاية بهذا الشكل غير منطقية، لذا لابد من تغيير هذه الخطة وتحييد هذا الحب، حاول الكاتب كثيراً أن يشغل أبطاله بنساء جميلات، لعلها تنصرف عن طريقهم أو ينشغلون هم عنها بمن يفوقونها رشاقةً وجمال، كل ذلك لم يحدث والذي حدث هو شيء آخر.
للحكاوي الخفيفة ميزتها في اختصار الحكاية عند حدّ ما، ورغم أنها موجزة فإنها مكثفة من حيث المصطلحات والمعاني، وفيها من الإشارة ما هو مقصود لذاته لا يحتمل التأويل.
للكاتبة أسلوب رشيق يُظهر جمال الحب في رسالة آن وفي ما حدث لسنية، يشعرك بألم الغياب والفقد ثم يعود بك إلي جنون الحياة وهذيانها وتحررنا من ذواتنا فيها.
ثلاثة أبواب تنقلت بينها الكاتبة بمنتهي الرشاقة السردية والأسلوب اللغوي والشاعري الجميل، كتابة جميلة سيؤمن بعدها القارئ أن البطلة يمكن أن تكون بدينة.