جائزة أفضل فهرس يستحقها هذا الكتاب
فلا يكفي فقط الاسم والذي نجهله قبل القراءة والتعريف، ولكن يذكر إلى جواره ما اشتهر به مسبوقا ب ( صنايعي....).
التعريف أو الإهداء وسام يذهب إلى من يستحقه منهم فهم ( أشخاص ساهموا في رسم ملامح هذا البلد وتاريخ وحياة سكانه دون أن يحصلوا على نصيبهم من الضوء والمحبة والاعتراف بالفضل ) فهنا يقدم لنا عمر طاهر ( ماتيسر من سيرة بعضهم ) كعادته في البحث عن كل ماهو جميل يستحق التأريخ.
وبنفس خط ( العادي) الذي يتحدث به عمر طاهر دائما ببساطه وجمال في كتبه،
يلقي لنا الضوء على أشياء ( عادية) في حياتنا لكنه رآها تستحق البحث ومِن ثَمّ التقدير لصناعها.
فمنذ أن تستيقظ من نومك تحتاج لغسل وجهك مستخدما مياه وفرها لك ( صنايعي السد العالي ) وتعطر نفسك بلمسة ( صنايعي كولونيا ال ٥٥٥)،
تدير الراديو مستمعا إلى البرنامج العام مستأنسا بصوت ( سيدة التاسعة والربع صباحا)
وتبحث عن كوب تشرب فيه شاي الصباح يكون خصيصا من إنتاج( ملك الزجاج ضد الكسر )
ثم تبحث عما ترتديه لتستقبل يومك بكل أناقة أشتريتها من ( صنايعي أناقة المصريين) .
تمر ببائع الجرائد فتشتري - لأبنائك مجازا ولك حقيقة - مجلاتك المحببة من ( صنايعية ميكي وسمير)، وربما تنتقي لزوجتك شيئا لتعبر عن اهتمامك بها من ( صنايعية الصحافة النسائية) .
تركب التاكسي الذي يدير سائقة محطة إذاعية ما تأخذك إلى عالم (صنايعي الغُنا ) و( صنايعي الكاسيت) أو ربما إذاعة دينية تحلق بك مع ( صنايعي الإنشاد)
بينما يسير بك في شوارع المحروسة لتتذكر ( صنايعي ميدان التحرير).
تُشعل سيجارة من ( صنايعي السيجارة الكليوباترا) وأنت تنتظر دورك الحكومي متذكرا ( صنايعية الشؤون الاجتماعية ) حامدا لله أنك لست مضطرا للتعامل مع شيئا من إرث ( صنايعي صحة مصر) ولا ( صنايعي الأمن والانضباط).
يمر يومك ربما بمشاهدة مباراة فيأتي على ذكرها( صنايعي كرة القدم ) مشاهدا إياها بإنتاج ( صنايعي تليفزيون مصر) .
وحينما يأتي المساء قطعة شيكولاتة مزاج المصريين ماركة ( صنايعي الشوكولاتة) مع سلطنة ( صنايعية الست ) .
هكذا ينتهي يومك ( العادي) بكل بساطة بصحبة عمر طاهر دون أن تشعر بثقل درس التاريخ، الذي زادته الهوامش إمتاعا ومؤانسة.
كنت فقط أفضل أن تأتي الصور مصاحبة للمقالات وليست في هوامش منفصلة.
تحية إلى صنايعي الجمال ( عمر طاهر ).