( لم أحاول أن اخدع نفسي . أردت أن اهتم لأمري فقط ، كما كنت قبل . لم أود لقاء أي شخص آخر . لقاء شخص ما يعني مشاركته و التورط معه . سيربطني به خيط غير مرئي ، خيط بين إنسان وإنسان ، خيوط حقيقية ، وخيوط عشوائية . لقاء أحدهم يعني أن تصبح
(جزءًا من نسيجه ، وهذا ما كان عليه تجنبه.
حديقة و دكة ، انطوائي قرر الخروج بعد عامين من العزلة و موظف أُقيل من عمله بشكل مفاجىء ، جمعهم القدر ، كُل يحمل ماضي أثقل كاهله ، تجارب من حياة ، علاقات أسرية ، صداقات ، حب و كره ، ضعف و خوف ، آلام كم تمنوا محوها ليكون اللقاء بابًا للحكايات ، لمواجهة الآلام و تضميد الجراح ... هرب كل منهم اعتزل أحدهم الحياة و كانت غرفته عالمه و الآخر ترك نفسه لدوامة الحياة و روتينها المتكرر .. فهل تطيب الأيام و يستطيعوا التحرر و مواصلة الحياة ؟
الرواية إنسانية معبرة عن مشاعر و مخاوف الإنسان ، محللة لشخصية الانطوائي بشكل كبير و كاشفة لمدى حساسيته تجاه الأمور و ما يعتمل بعقله من أفكار ، كذلك علاقة الآباء بأبناءهم خصوصا المختلفين منهم سواء عقليًا أو نفسيًا ، و رغم أن الكاتبة نمساوية فقد اختارت اليابان كمكان لأحداث الرواية ، و التى جاءت أحداثها هادئة إلى حد كبير في نصفها الأول لترتفع الوتيرة و القدرة على التعبير عن الشخصيات بشكل أكثر وضوحًا و سلاسة في نصفها الثاني ... بترجمة جيدة و مناسبة جدا .
عمل إنساني جميل و راقي يغلب عليه طابع الحزن و الوجع أرشحه لمحبي هذه النوعية من الأعمال .
تقييم ٣ نجوم و نص .
#قراءات_وترشيحات #كتب_في_كتب
#روايات_عربية #روايات_مترجمة
#سميته_كرافتة