في هذه الرواية لدينا نموذجان على النقيض: الأول "تيتسو" رجل في الخمسينات، يمتلك تعاطف قوي مع من حوله، تماشى مع المجتمع حتى ذاب داخله في وظيفة رتيبة لمدة ثلاثة عقود لكن هذا المجتمع لم يتقبل هفواته وتم في النهاية استبعاده من وظيفته، لكنه لا يجرؤ على إخبار زوجته كي لا يفقد احترامه امامها كما يزعم.
أما النموذج الثاني فهو "هيرو" شاب في مطلع العشرينات، انطوائي لا يرى معنى من حياته، ولا مغزى من التماهي في دوامه المجتمع، ويرفض رفضاً باتاً التعلق بأي شخص معاقبًا لنفسه بعد خذلانه لمن أحب.
قصص حزينة وأحداث تعيسة لا يشعر بها سوى أصحابها أو من عاشوا ظروفاً مماثلة، ربما لو قيلت لأي أحد أخر لا يهتم بتفاصيل العلاقات الإنسانية، لسخر منها، واتهم صاحبها بتضخيم الأمور.
صداقه لم تكتمل بين طفل وطفلة بسبب مشاغبات صبيانية، شهر عسل تم تأجيله إلى أجل غير مسمى بسبب وظيفة روتينية، حب مؤلم من طرف واحد لأن الطرف الآخر قاسي القلب، مشاعر يرفض صاحبها الإفصاح عنها أمام الناس لكنه يُقتل في داخله كل دقيقة.
بسبب المجتمع والقيل والقال نخسر ذواتنا ويخسرنا الآخرون الذين انصاعوا لكلام الناس،
أرى انه يجب على من خذلونا وكسروا قلوبنا أن يدفعوا الثمن ولو حتى في أخر اعمارهم، أما أنا بالتأكيد قد خذلت أحدهم يوما ما، ربما دفعت فاتورة هذا الخذلان أو سأدفعه لاحقاً لا أعلم ما تخبئه الحياة.
الخذلان قاتل بطيء، يدمر الحياة وينزع الثقة، كذلك خيبة الأمل والندم.
قصة الطفلة "يوكيكو" كانت حزينة جداً ومبكية حد الإنهيار، وبعدها علمت أن "هيرو" _اسم على غير مسمى_ يعيش في كارما ما حدث للمسكينة، فشخصية هيرو لا مباليه إلى أبعد درجة للعيان لكنه يكترث جدا في داخله لكن الناس لا ترى الا ما يظهر على السطح.
كنت سأعطي الرواية خمس نجوم، خاصه بعد تأثري بقصة "يوكيكو" لكن مع النهاية التعيسة من وجهه نظري، نعم قد يراها البعض نهاية سعيدة لأن البطل تغير للأفضل، لكنها في رأيي غير عادلة، لماذا لم يمت "هيرو" في حادث سير أو سرقة، ويعيش العجوز حياته الممتعه التي أجلها مع زوجته.
نهاية متوقعة، متسرعة وحمقاء.
اقتباسات:
"ما أريد قوله هو أن للكذبه ثمن"
"الاصدقاء يأتون ويذهبون، من الأفضل ان تتعايش مع الأمر"
"لا يوجد شيء أكثر بؤسا من صيغة التمني"
"هذا معنى أن تصبح بالغا أن تتجاوز الأزمات كما هي وإن لم تتعافى منها"
"أفضل أن يكون الموت نهاية، نهاية قاطعة ألا يتبعه أي شيء، أن يدخل الإنسان بعده في فراغ، لا بشر بعده، لا تاريخ، تحلل تام"