حين يصبح الطهو والتوابل أبطالًا للعمل!
في سيدة القرفة، افتتحت الكاتبة روايتها بمشهد للفتاة مالابار( ميمي ) وهي تجتر ذكرياتها مع والدها المفقود، توفيق، الطاهي الألمعي المشهور، الذي نقل إليها شغف الطهو وفنونه وأصبحا يقتفيا نشأة التوابل وتاريخ المأكولات والأطعمة التي تشتهر بها الشعوب.
ثم تأخذنا سريعًا لتصدمنا معية ميمي بخبر العثور على جثة توفيق الطافية على صفحة النيل!
لتجر ميمي أذيال الشعور بالخيبة والفقد ومرارة الوحدة إلى حيث مطبخها لتشهد جدرانه منذ الآن دموعًا لم تذرف من قبل.
حيث كان مطبخ شقة الزمالك ملجأها الأثير، كجنة رحبة تشعر فيها بالتفرد صحبة والدها والتعلم من أساليبه وتقنياته للحصول دوما على النسخة الأفضل من الوصفة.
تظنونها الصدمة الأولى والأخيرة !!!
هي بالحري الصدمة الأولى، لكنها ليست الأخيرة على أي حال،
فربما بعد مقتل والدها انكشفت أسرار لم تكن لتظهر يومًا!
لكن وسط الصدمات أحاطت بها رحمة الله ورأفته بها، ففاضت عليها السماء بهبة أعلمتها الكثير في أحلامها.
وفي خضم ألم الفقد تشبثت بالحياة وصخبها مع نادية بعد أن أعادتها الأقدار إلى حضنها وسامحت نجوى على ما عانت طيلة سنوات كان بمقدورها أن تصبح ألطف وأحن عليها مم كانت.
تهالت عليها المخاوف من فقد جديد، ومخاوف من تتبع قاتل والدها لها ومحاولتها للوصول إليه.
مزامنة لخفقات قلبها الصغير الذي بدأ ينبض بمشاعر وليدة ظلت تنمو في اطراد تجاه أحمد، لتصحو يوم زفافها بثقة من أرادت تمزيق دفاتر الماضي جميعها.
وكانت شجرة القرفة في شرفة منزلها شاهدة على كل ما حدث، حافظة للسر!
ولا تزال سيدة القرفة في خدمتكم، لافتة عربة المأكولات في عهد جديد لمالابار صبغته بألوان البهجة والحياة ونكهات مميزة لتوابل استخدمت بحرفية وذائقة مدربة منذ الصغر.
رواية أحببتها
آلمتني مشاعر الفقد، أحببت مشاعر الغفران والمسامحة، تخوفت من مشاعرها الجارفة المتسرعة، أثر في الحزن الساكن في عيون نجوى، تقززت من ما ألم بحياة توفيق من أسرار مخجلة، تعجبت من محبته الفائقة لمالابار وقسوته إبان عزلها عن العالم كما فعل سابقًا مع غيرها، كم وددت احتضان نادية والتربيت على يديها وهي طريحة فراشها في المشفى.
وأخيرًا أحببت القرفة أكثر مم أحببتها قبلًا.
وآمنت بسحر التوابل 😉