قرأت هذا الكتاب منذ تقريباً عشر سنين مضت ،لما انتهيت منه أتذكر حينها أنني أصبت بحالة من الصدمة أو اللاشعور..لم أتمكن حينها من التغلب عليها لعدة شهور ثم عاودت الرجوع إليه لأكتشف فظاعات أكثر وأكثر،عندما تقرأ عن مثل تلك الانتهاكات التي لا يقدر عقل على تخيلها أو استيعابها،جزء من داخلك ينهار بل عدة أجزاء،كلما قررت الرجوع إليه أسائل نفسي هل نحن فعلاً نستلذ بإحساس الألم الذي يتسرب إلينا مع كل سطر نكتشف به ما يجري في غياهب تلك السجون،دموعك لن تتمالكها،فإلى كل من ينوي قراءته إنه يستحق لكن استعد لتلك الرحلة الموجعة جداً والتي تكشف لنا أن الإنسان هو وحش يستعد للانقضاض على ضحيته في أي وقت إن سنحت له الفرصة لذلك.
ولو أن هذه العبارة هي الوحيدة التي التقطها بوله قلبي وعقلي فأظن أنها تكفيني"❞ نحن لا نتعوّد يا أبي إلا إذا مات فينا شيء ❝
فنحن لا نتعود على تحمل الإهانة والتعذيب إلا إذا مات وعينا وإدراكنا..
ولا نتعود على الفتور واللامبالاة إلا إذا مات قلبنا تجاه من نحب..
ويعود ليقول"❞ «تصوّر حجم ما مات فينا حتى تعوّدنا على كل ما يجري حولنا»
لتجعلني تلك الجملة أعيد النظر في الذل والضعة المسيطران على أحوال بلادنا العربية،أي ضعف رزحنا تحت قبضته لسنين عدة جعلنا نعتاد حتى صرنا لا تتأثر بما يحدث من قتل وترويع وسجن لإخواننا،كيف هذا الهوان ألِفته عيننا؟