الذباب البشري، هؤولاء التائهون في دروب الحياو ، أحياء على هامش الوجود ، اختارو الوحدة خليلا، لعجز ، جرح او ذنب قاتل و ما خفي قد يكون أعظم... . يبدأ الكتاب باكتشاف مقتل إحدى هذه الذبابات : في إحدى بنايات شارع اركسين يموت اولسين بطل المقاومة الشعبية و المناضل و الوزير السابق وحيدا في شقته و مع استحالة الدخول و الخروج من البناية دون ان تلاحظك الظل الحارس للعمارة تنحصر دائرة الاتهام في الجيران: مجموعة من الذباب رمت بهم الصدفة او شيء آخر في طريق القتيل . للرواية بعدان بعد تاريخي و بعد بوليسي اما عن التوثيق التاريخي لتداعيات الحرب فقد كان موفقا إذ مكن اختيار الشخصيات باختلاف اعمارها و حجم مساهمتها في مقاومة و أحيانا دعم الاحتلال النازي في نسج فكرة عن حجم الألم و ثقل ذكريات الحرب ، عن معنى أن يواصل انسان او انسان بروح ذباب العيش بوزر ذنب ، ألم او عجز . أما عن الجانب البوليسي فقد كان غير مقنع، كانت استراتيجية المحقق ساذجة بطريقة مستفزة، و طريقة التظليل التي اعتمدها الكاتب لطمس آثار القاتل الحقيقي ليفاجى القارئ في نهاية الكتاب لم تكن موفقة كما أن سبل المراوغة لم تكن مقنعة و في أغلب الاحيان لا تحترم عقل القارئ ، لكن رغم هذه الزلات يبقى التشويق عنصرا حاضرا و تدفعك الرغبة لمعرفة صحة تخمينك الى التهام الصفحات