في جو ملئ بسيرة الحرب والجاسوسية ينطلق بنا الكاتب في رحلة مشوقة لسبعينيات القرن الماضي
فرغم أن الحرب انقضت منذ أكثر من عشرين عاما لكنها بقيت مع الجميع من قال إن الحروب تنقضي بوقف القتال الحرب مستمرة مع كل من عاش في زمن الحرب.
فالكل تغيرت حياته فمنهم من تجاوز الماضي وإن حملت روحه ندوباً لن تشفى ومنهم من بقى كالذباب يحوم حول ماضي لن يعود وحاضر ينساب منه ومستقبل لا يتطلع إليه .
الشخصيات هنا كلها تأثرت بالحرب بصورة أو بأخرى وبقت هناك كالذباب ولم تعد حتى بعد إنتهاء الحرب بعقود.
أعجني تطرق الكاتب لفكرة الوصمة وما يبقى مع من تحالف مع العدو حتى بعد مرور عقود من الزمن لكن تلك الوصمة لن تمحى وستبقى للأبد تطارد صاحبها للأبد - لقد استمد الكاتب هذه الفكرة من عمته الراحلة التي كانت أول ذبابة بشرية عرفها والتي في عاشت عمرها كله عالقة في الماضي- نعود للرواية التي في رأيي تعتبر رواية جيدة يعيبها فقط الصدف الكثيرة الغير مبررة فالكل هنا لديه دافع وله ماضي مع الضحية .
بالنسبة للشخصيات أعجبتني شخصية باتريشيا التي تعتبر مرشحة بقوة لتكون ذبابة بدورها ولكنها تحازوت الماضي وتقبلت التغيير الذي طرأ على حياتها وساعدها في ذلك ذكائها الشديد .
اعجبتني الواقعية في شخصية المحقق فهو شخص عادي مثلي ومثلك وليس شخص غريب الأطوار كعادة الروايات البوليسية.
شخصية الضحية أيضا مثيرة للاهتمام تحت صورة البطل القومي تختفي الكثير من الأسرار .