رواية: ذبابة بشرية
تميزت الرواية بعدد من الايجابيات التي لم تترك لي خيارا إلا انهاؤها في فترة وجيزة للدقة لم أستطع تركها، من مميزات الرواية التشويق وسرعة الأحداث، ولكن السبب الأقرب لقلبي هو التأثر الواضح بكل من شيرلوك هولمز وأبطال أجاثا كريستي من حيث طريقة التفكير وإلى حد ما الطرق المتبعة في إيضاح حل اللغز.
بالإضافة إلى الترجمة الانسيابية للرواية والجيدة جدا للرواية.
تبدأ الرواية بجريمة قتل لأحد الشخصيات ذات التاريخ المٌشرف والهام في المقاومة حيث عثر على جثته داخل منزله دون ملاحظة أى آثار لدخول أو خروج أي شخص مما لا يدع مجالا للشك أن القاتل كان على علاقة وثيقة بالضحية.
ولكن من ناحية آخرى لا يمكن اعتبارها رواية بوليسية مائة بالمائة حيث احتوت قدر لا بأس به من المعلومات التاريخية من خلال الأحداث داخل الرواية.
في حقيقة الأمر الملفت للنظر جدا شيئان:
الأول: اسم الرواية ففي بداية الأمر ظننت أنها ترمز إلى المجني علية والذي تم قتله كذبابة لا أهمية لها ولكن عند تفسير الاسم نال اعجابي بشدة نظرا للمعنى المقصود والذي اتسم بالدقة والتفرد, يمكن اعتبار تلك الرواية ( رواية إنسانية) تروي الوجه القاسي للحروب، حيث جرت العادة اقتصار ضحايا الحرب على الجنود –الموتى والناجين- على حد سواء أو على البلدان وسياساتها ولكن ماذا عن اللاجئين؟ أولئك الهاربون من ويلات الحروب ما هو التأثير النفسي لتلك التجربة المريرة عليهم أثناء وبعد انتهاء الأمر؟
بطريقة ذكية جدا تم تناول تلك النقاط سواء من الناحية النفسية أو الاجتماعية.
الثاني: تسليط الضوء على ذوي الاحتياجات الخاصة بطريقة لافتة وأسلوب سلس جدا وشرح بعض النواحي النفسية والاجتماعية الخاصة بهم بطريقة متميزة تتمتع بالذكاء والاحترافية والأهم من وجهة نظري الإنسانية.
ختاما الرواية ممتازة وأرشحها بشدة.