الرواية من أدب الجريمة النرويجي، أول رواية أقرأها للمؤلف، امتاز اسلوبه بالتعبيرات الأدبية التي كثيراً مايفتقر اليها مثل هذا النوع الذي يهتم أكثر بالإثارة والتشويق.
لم يخل اسلوب السرد من الإثارة والتشويق ووضع العقبات التي تعيق حل القضية حتي يظهر بارقة أمل جديدة للوصول إلى حل اللغز.
حيرتني كلمة العنوان ولكني وجدت تفسيرها بعد صفحات قليلة، فالذبابة البشرية، هو الإنسان الذي يحوم حول ماضيه المؤلم ولا يحاول أن يعيش باقي حياته بشكل مختلف كالذبابة التي تحوم طول الوقت حول القاذورات.
لم يغفل الكاتب عن مرحلة هامة في تاريخ النرويج وقت احتلال ألمانيا للنرويج، ومساعدة السويد لهم، والمقاومة الشعبية التي استطاعت أن تكون بجانب الحكومة للإنتصار على الألمان.
اختار دقيق لزمن الحادث الرئيسي وتأثره بحادث قديم يعود الى تاريخ ماحدث بين ألمانيا والنرويج، كذلك اختار مكان وقوع الأحداث وهي بناية شهيرة، واختيار الإبطال وتلك العلاقات بينهم فكانوا جميعاً لايربط بينهم سوى أنهم يسكونون في نفس البناية وحسب، ولكن مع تطور الأحداث اتضح أن بينهم علاقات غير متوقعة، وهذا من براعة الكاتب.
تلعب الإعاقة دوراً كبيراً في الرواية، فلم تعيق جلوس البطلة على كرسي متحرك عمل عقلها واطلاعها المستمر الذى أدى بلا شك في حل اللغز علي مراحل متتالية، كما أن المشتبه فيه المعاق لعب دوراً لا يمكن الإغفال عنه.
ظلت القاتل حتى الصفحات الأخيرة مجهول صعب التنبؤ به فكانت الحبكة متميزة فالأسرار تتكشف بشكل متميز.
قام الكاتب في نهاية الكتاب بتقليد مختلف فكتب عن ظروف كتابته للرواية والشخصيات الحقيقية والشحصيات الخيالية وعلاقته بالأماكن، كما اوضح للقارئ تفسيراِ للإعداء الذي قدمه لعمته، وكتب نبذة عنها وتأثره بها في أحداث القصة.
وفي الصفحات الأخيرة، قام بعملية تشويق لكتابه التالي بأن كتب عدة صفحات من كتابه الجديد كنوع من التشويق الذي لم أعهده من كاتب أخر.