في البداية ، وجبَ الاعتراف أنني لستُ مِن محبي الرواياتِ المترجمةِ ؛ نظرًا لأنَّ الأغلبية العظمى منها تفقدُ الكثيرَ من التفاصيلِ مع الترجمةِ الحرفيةِ ، أما هنا فقد كان الوضع مختلفًا بشكلٍ كبيرٍ ؛ فالترجمة جيدةٌ جدًّا ،
فتحياتي للمترجمة يارا أيمن .. ولكن ما أحزنني هو أنها تحتاج لمراجعة لغويَّة أدقّ ؛ فكلمة ( القاتنين مثلا والتي تعني الساكنين لم تُكتَب بشكلٍ صحيحٍ ؛ القاطنين ) بالإضافة للكثير من الأخطاء النحوية!
ثانيًا ، بالنسبة لاسم الروايةِ ، فهو غريبٌ للغايةِ وجذَّابٌ ،
فإذا لم أعرف مسبقًا كونها روايةً بوليسيَّةً ، فلَمْ أكُ لأستطيعَ التخمين بتاتًا بكونها كذلك!
كما كان الوصف بالفعل معبِّرًا للغايةِ ؛
فبالفعل المواقف المؤلمة الصادمة في حياة كل فردٍ تعتبر في حد ذاتها كالقاذوراتِ ودوران الإنسان حولها يشبهُ الذبابَ في انجذابِهِ للقمامةِ!
ثالثًا ، الرواية قمة في المتعةِ ، تجعلُگ لا تملُّ من السردِ ، ولو كنتُ أملكُ الوقتَ ، لأنهيتُهـا كلها في جلسةٍ واحدةٍ!
هذا لا ينفي كون الرواية دسِمَة ومليئة بالتفاصيلِ ،
تبدأ الرحلةُ بجريمةِ قتلٍ لبطل مقاومة يقطنُ إحدى العماراتِ التي وللوهلة الأولى تظنُّ أنَّ باقي سكَّانِها قد أتَوْا إليها بمحضِ الصدفةِ ،
ما بين تشابكِ أحداثٍ وصراعاتٍ قديمةٍ جمعت بين كلِّ قاطني المبنى ، يسعى المحقِّقُ ( كي ٢ ) بمساعدةِ الشابةِ القعيدةِ ( باتريشيا ) والتي تسبقُ عمرَها وتتمتَّعُ بقدرةٍ هائلةٍ على التنبؤ بالأحداثِ ، من فكِّ الخيوطِ المعقدةِ والوصولِ للمجرمِ الحقيقيِّ وتقديمه للعدالةِ ، فيختار أن يضعَ حدًّا لحياتهِ - بيدهِ لا بيدِ عمرو - تاركًا اعترافًا رسميًّا بكلِّ ما اقترفتهُ يداهُ!