الكاتب: فيودور دوستويفسكي
دار النشر: المركز الثقافي العربي
عدد الصفحات: 223 صفحة
.
كتابي هذه المرة هو حُلم العم للكاتب الكبير فيودور دوستويفسكي، الذي أطمح لقراءة جميع مؤلفاتة يوماً ما، هو كاتب مميز ولو تواجد قبل قرون مضت، يكفي أنه يتكلم عنك أنت وعني وعنهم، وعن مافي دواخل الإنسان، عن جميع أنفعالاته وتصرفاته، وأسرار النفس البشرية الجدلية كما ذُكر في سورة الكهف " وكان الإنسان أكثر شيئ جدلا".
.
"حُلم العم" كتاب جميل، لكن ليس مِثل قراءاتي السابقة لدوستويفسكي، نذكر أن المترجم هنا هو الجيلالي مويري، ودائماً ما أُفضل سامي الدروبي في قراءتي لدوستو ولكن الترجمة كانت مرضية. عموماً، ما يميز حُلم العم هو ولأول مرة يضفي حضوراً باهراً وطاغياً لشخصية معينة "ماريا الكساندروفنا"، شخصية ميزت العمل هذا بالتأكيد.
في جانب آخر كان هذا العمل يتجه للمسار الكوميدي، وهذا ما لم نتعوده في كتابات فيودور التراجيدية. كان تركيز دوستو يتمحور حول الإشاعات، وأن كيف لا تمر أيام وتتغلل الإشعات والأخبار الخاطئة التي تهتك وتدمر المجتمعات، والدسائس والنفاق في المجتمعات كما حال المجتمع الروسي حين ذاك(خاصة فالطبقات النبيلة). وكذلك الطمع و الجشع في النفس البشرية، هذة المشكلة الأبدية للإنسان. من اللحظات الجميلة في الكتاب هي حينما كانت زينايدا تشارك اللحظات الأخيرة للشاعر الذي كان مغرم بها وقد فَتك به المرض، كانت كلماتة الأخيرة مفعمة بالحب، والحنان، والشوق، والوداع الأخير، كلمات جميلة وقاسية يدل على أن الإنسان إذ ما رأى الموت فقلبة قد يفشي بكُل شيئ، لأن لم يبق هناك شيئ ولم يخسرة بالفعل.
.
كانت الرواية جميلة، خفيفة، ولا توجد أي صعوبة في تذكر وتتبع الأحداث والشخوص فيها، وبالتأكيد أستمتعت وأستفدت بقراءتها.