عندما يذكر دوستوفيسكي دائما تذكر رائعته الجريمة و العقاب او الاخوة كارامازوف او المراهق ، لكن يتم إهمال ذكر هذه الايقونة من ادب السجون
حول دوستويفسكي تجربته الشخصية التي قضاها منفيا في سجن سيبيري بعد مشاكل له مع نظام القيصر ، الى هذا العمل الرائع من خلال ابتداع مذكرات لمسجون يدعى ألكسندر بيتروفتش غوريانتشيكوف ، يروي خلالها حياته داخل السجن ، و كل الشخصيات الغريبة و المختلفة للسجناء و السجانين، بين الهادئ و المتهور ، وبين دائم العبوس و دائم الضحك ، و حتى الحيوانات اعطاها نصيبا من مذكراته .. و تناوب على سرد قصص السجناء الشخصية او القصص التي حدث له داخل السجن معهم ،والتي يجعلها مرة مضحكة جدا، ومرة أخرى حزينة للغاية ، و نجح بالفعل في نقل تلك المشاعر للقارئ .
تظهر عبقرية فيدور دوستويفسكي بتمكنه من معاجلة هذا القدر الكبير من الشخصيات التي إستخدمها في روايته مذكرات من البيت الميت ، حيث حلل كل شخصية على حدى و فسر سبب تصرفاتها ، و أيضا تعمق في وصف المجتمع الذي كان يميز ذلك السجن ، و كيف ان كل حدث في السجن حتى لو كان صغير مثل شراء حصان جديد ، كان يشغل الرأي العام للسجناء لعدة أسابيع .