رغم صغر حجم تلك المسرحية إلا أنها تحمل من المعاني الإنسانية والسياسية الكثير الذي يفوق أضعاف عدد الصفحات البالغ 100 ..
كثيراً ما نتسائل عن جدوى الحروب على مر العصور وما فائدة أن يضحي الإنسان بحياته من أجل هدف ما مهما كانت أهميته ، ليست حياته فقط بل ويستغنى أيضاً عن جميع من حوله وكافة الأشياء الجميلة التي يحبها من أجل الموت فقط !
6 جنود ، 6 أموت ، 6 جثث ، يستفيقون بعد موتهم ورقادهم داخل مقابرهم ويرفضون الدفن ، ينتبهون بشكل مباغت إلى كم الأشياء التي سيتغنون عنها مقابل هذه الميتة من أجل حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل !
أحلامهم بسيطة وأمنياتهم أبسط ، فمنهم من يريد طفل من زوجته ، ومنهم من يتمنى مشاهدة الأشياء الجميلة التي لم يهمله الوقت لكي يستمتع بها ، وآخر يريد فقط أن يشاهد النساء الجميلات ويتابع جمالهن الأخاذ ، فقط لا غير ! وأمنيات أخرى أبسط من ذلك بكثير ..
بالطبع سيواجهون رفضاً من قِبل القيادات العليا حتى لا تهتز صورتهم أمام الرأي العام أو تشويه صورة الحرب المشوهة بالفعل !
نجح الكاتب في إيصال ما يريده من خلال صفحات قليلة وهو أمر صعب تحقيقه في بعض الأوقات ..