الاستقلال
الاستقلال
الاستقلال
تعد هذه الرواية مثال صارخ على فائدة الاستقلال فى حياة الاولاد وحتمية ترك الابوين مساحة لاولادهم لتكوين شخصياتهم واختياراتهم حيث يظن بعض الاباء ان بسيطرتهم على حياة اولادهم فانهم يساعدونهم ولكن هذا خطأ كبير فالتوجيه هو المطلوب وليس السيطرة وحتى التوجيه يكون بمقدار معين لايلغى شخصية وحرية الاولاد او يجعلهم ضعفاء عاجزين عن التصرف بمفردهم
فالبطل المعتمد دائما وابدا على والده فى حياته واراؤه وقراراته وجد نفسه شاعرا بالغضب بالفراغ بالسخط بعد وفاة الاب
وجد نفسه ضائعا باحثا عن حياة لم يحياها بل كان كالانسان الالى الذى يتم التحكم به بالاوامر
وهذه المرحلة فى حياة البطل خطيرة للغاية لانها مرحلة تمرد على كل شئ
تمرد على حياته التى ربما فى ظروف اخرى كان سيكون سعيدا جدا بها وربما لو اتيحت له فرصة الاختيار لما اختار غيرها ولكنها لذة التمرد والاستقلال والمغامرة
شعرت ان الرواية بدأت بداية قوية حمستنى ثم بدأت الاحداث تأخذ طابعا عادى نمطى
ولم اشعر بالرومانسية فى الرواية ولم تؤثر بى اطلاقا ربما لاننى لا اقتنع بالحب المغلف بالخيانة فى حبه مع نانى والرزيلة فى حبه مع فاطمة
لا اعتبره حبا اصلا فما الحب الذى يبنى على تعاسة الاخرين !!
لا ارى نانى ضحية فهى اختارت حياتها ولم يجبرها احد على الزواج ولكنى اراها تحمل نفس مشكلة البطل وهى الرغبة فى التمرد والاستقلال على اوضاع تراها فرضت عليها ولكنها فى حقيقة الامر لم تفرض وانما هى التى فرضتها على نفسها بضعفها وجبنها
ولكن جاء تصرفها النهائى كريما وحكيما
لا اعلم لماذا ولكنى شعرت ان النهاية كانت ناقصة ولا اعلم بالظبط ما ينقصها او اين المشكلة
ولكن رغم ذلك اعجبتنى كثير من المعانى فى الرواية كالجزء الذى يتحدث فيه البطل عن ان
الملابس والعادات والتقاليد هى التى تلبسنا لا نحن الذين نلبسها فهى التى تحركنا لا نحن الذين نحركها هى الفاعل ونحن المفعول به
فالموضة تسير ملابسنا والمجتمع والتقاليد تحكم حياتنا فأين ارادتنا الحرة وابين ما نفعله بإرادتنا حقا لامدفوعين لفعله
واقتبس قول الكاتب
((الحياة كلها كانت تلبسنى وحركاتى تلبسنى وانا اتضاءل سنة بعد سنة تحت الردم تحت ركام من كلمات كبيرة لزجة))