يتلخص الفصل الأول من الكتاب إلى آخره في الحديث الشريف " ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكن هو ما وقر في القلب وصدقه العمل" ولنقف هنا وقفة تأمل . تحدث الكتاب في مفهوم الاسلام وكيف بالايمان يكسب المؤمن صفة الاستعلاء ويبني حضارة ويفتح أمصارا ويترك بصمته في كافة ميادين الحياة كيف رسخت العقيدة في قلوب المسلمين الأوائل وجعلتهم قادة، ويعطينا نماذج من المجتمع المسلم بحق الذي يفتدي الحياة كلها من أجل اسلامه لنشره ودفعه عن خط الانحراف لأنه فهم رسالته ووجوده في الحياة، فهم كيف تترسخ العقيدة في قلوبنا وسلوكنا ونوايانا ولا تكون مجرد عبادات أو قد تصبح محطات نؤديها كواجب وقد تستولي علينا التقوى في السجود والركوع ونخرج من العبادة بضعف وعدم القدرة على نصرة الحق أو التخاذل في الأمانة وهذا بالطبع ليس ما نريد تعلمه من الاسلام والعبادات ،إذن الإسلام هو العبادة والصلة الدائمة بالله هذا ما قاله محمد قطب "العبادة هي السير في الطريق مع التزود بين الحين والحين ،السير في الطريق والقلب يحمل الشحنة الحية الواصلة التي تدفع للعمل. العبادة عمل محسوس وسلوك واقعي ومن أجل ذلك لم يقل القرآن "الذين آمنوا" وإنما قال "الذين آمنوا وعملوا الصالحات". ارتبط الايمان بالعمل أي ترجمته أيضا في سلوك يرفع الأمة الاسلامية في رسالتها . فالمسلمون الأوائل فهموا معنى إسلامهم وهنا يقارن كيف أصبحت العقيدة في قلوبنا حتى نتحول عن رسالتنا ويصبح ايماننا هزيل لدرجة أن نرتمي في أحضان الاستعمار هربًا من الحكم العثماني الظالم ،لا شك أن العثمانيين أكملوا رسالة الاسلام في الفتوحات ولكنهم أهملوه في عدة مجالات فقد توقف المد العلمي في الوقت الذي بدأت فيه أوروبا نهضتها. ويقول محمد قطب من ثم تلاقى تجميد الفقه وتجميد المجتمع الإسلامي في وقفة هائلة منكرة لم يصب الإسلام بأسوأ منها في تاريخه الطويل. فحافظ المجتمع على تقاليده الموروثة وقدسها لكنها كانت مظهرًا بغير روح . وهكذا اتبعنا الاستعمار ووقعنا في الفخ مرة أخرى ولم يكن استعمارا اقتصاديا أو ثقافيا فخطره كان دينيا وهذا الذي جهله أغلب المؤروخون المسلمون فعرض كلام للمبشرين وللمستر جلادستون رئيس الوزارة البريطانية في مجلس العموم البريطاني يمسك بيده نسخة من المصحف ويقول إنه ما دام هذا الكتاب باقيا في أيدي المصريين،فلن يستقر لنا قرار في تلك البلاد . أو عندما قام قسيس بوضع خطة للتعليم ورسم سياسته لبلد مسلم وكيف لخص التاريخ الإسلامي للتلاميذ في نقاط أو كيف جعلهم عبيد بدلًا من جعلهم قادة أو حتى يثير بهم حب الاستطلاع والبحث وحب العلم بل تخرجوا موظفين يؤمرون من حاكم انجليزي. نحن إلى اليوم ندفع الثمن نحن ما زلنا مُستعمرين فهل نحن مسلمون حقًا ، كي ننهض من جديد؟! مع محاولاتهم في سلخ الدين عن المجتمع والشريعة عن الحياة ، يقول الله عز وجل :" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون". " ولينصرن الله من ينصره. إن الله لقوي عزيز". وفي آخر فصل في الكتاب بعنوان المستقبل للإسلام. مع كل الانحرافات لابد أن ينتصر الاسلام في النهاية .كان كتاب جميل لنعرف المجتمع الإسلامي وما حدث له من انحرافات لندرك الحقائق الظاهرة من حولنا ونعود فالمستقبل للإسلام ونور الله في قلوبنا لن يطفئه أحد نحن بحاجة لإصلاح عقائدنا ولا نستهين بتمكينها فهي البنيان والخلافة في الأرض.
هل نحن مسلمون؟ > مراجعات كتاب هل نحن مسلمون؟ > مراجعة zahra mansour
هل نحن مسلمون؟
أبلغوني عند توفره