و بعد يوسف صديق كان الضحية الثانية البكباشي حسني الدمنهوري ، الضابط باللواء الرابع ..
اعترض حسني الدمنهوري هو الآخر على اعتقال ضباط المدفعية و طلب من رئيس الأركان اللواء محمد إبراهيم أن يُفسِّر له ما حدث .. فقبض عليه في منزله .. و حققت معه لجنة من عبد اللطيف البغدادي و عبد الحكيم عامر و زكريا محيي الدين و صلاح سالم ، و اتهموه بأنه كانيُعد مؤامرة للإنقضاض على مجلس القيادة و الإفراج عن الضباط المعتقلين !!
و عرفت من جمال عبد الناصر أن حسني الدمنهوري سيُحاكم أمام مجلس القيادة .. فاعترضت .. و قلت له : "كيف تكون الخصم و الحكم ؟!" .. لكنه قال : "فات الوقت .. إننا سنجتمع بعد ساعة واحدة ، أي في الساعة السادسة صباحاً ، و يُحسن أن يُحاكم الدمنهوري بهذه الصورة ؛ حتى لا تكون محاكمته خارجنا موضوعاً للإثارة في صفوف الجيش في هذا الوقت الحرج" .. و رَأَس جمال عبد الناصر المحكمة التي حضرها كل أعضاء مجلس القيادة ماعدا يوسف صديق و عبد المنعم أمين و خالد محي الدين و أنور السادات ، و أصدَرَت الحكم بالإعدام .. و طلب مني التصديق عليه لكنني رفضت .. و حاول إقناعي ، إلا أنني صرخت فيه قائلاً : "إنني لا أريد أن أمضي في طريق مفروش بدماء الزملاء الضباط .
و اقتنعت بصحة موقفي أكثر عندما أخبرني اليوزباشي محمد أحمد رياض أنه شاهد البكباشي حسني الدمنهوري و هو يتعرض لتعذيب شرس و إهانة قاسية من صلاح سالم ؛ حتى يدفعوه للاعتراف بمؤامرة لم يرتكبها و لم يُفكِّر فيها !! و تحمَّل الدمنهوري كل هذا العذاب النفسي و البدني و رفض الاعتراف .
لقد أصبحنا مثل السمك نأكل بعضنا !!
مشاركة من هند
، من كتاب