فما ينبغي أن نصدّقهم عندما يروون ما يروقنا، وأن نكذّبهم حين يروونما لا يعجبنا. وما ينبغي أن نصدّق بعض التاريخ ونكذّب بعضه الآخر، لا لشيء إلاّ لأن بعضه يرضينا وبعضه يؤذينا. وما ينبغي كذلك أن نصدّق كل ما يُروى أو نكذّب كل ما يروى، وإنما الرواة أنفسهم ناس من الناس، يجوز عليهم الخطأ والصواب، ويجوز عليهم الصدق والكذب، والقدماء أنفسهم قد عرفوا ذلك وتهيئوا له ووضعوا قواعد التعديل والتجريح والتصديق والتكذيب، وترجيح ما يمكن ترجيحه، وإسقاط ما يمكن إسقاطه، والشك فيما يجب الشك فيه. فليس علينا بأس في أن نسلك الطريق التي سلكوها، وأن نضيف إلى القواعد التي عرفوها ما عرف المحْدّثون من القواعد الجديدة التي يستعينون بها على تحقيق النصوص وتحليلها وفقهها.
الفتنة الكبرى : الجزء الأول - عثمان > اقتباسات من كتاب الفتنة الكبرى : الجزء الأول - عثمان > اقتباس
مشاركة من نزار الدويك
، من كتاب